-مـبـيـد الـكـدايـس الـدولي
عندما كان ييسألنى أحد الأصدقاء ..
ياأخى انا خربشتنى كديسة.. تفتكر آخد المصل؟
كنت أجيبه بسرعة ..
طبعاً .. ضرورى تأخد المصل . وعندما يلحقني بسؤال آخر:
وأفرض الكديسه ما سعرانة؟ كنت أبادره بإجابة حاسمة ...
سعرانة .. ماسعرانة.. مامهم .. المهم انك لازم تاخد المصل عشان تكون مطمئن لأن مرض السعر مرض كريه والله لاوراك ليهو...
ولكن أيها الناس .. فقد عضتنى كديسة .. انا الذى يعطي هذه النصائح فماذا افعل .. هل أخذ المصل؟
وافرض الكديسة ماسعرانة ووجدت نفسي اردد نفس الاسئلة التى اعتاد ان يسألني لها الأخوة المعضوضون..
والقصة وما فيها .. ففي يوم من الأيام الغابرة اوكلت لي لجنة نادي اساتذة جامعة الخرطوم ابادة القطط التي اخذت تسرح وتمرح وتتكاثر وتتناسل فى غير ما هوادة أو رحمة . ولكي تستطيع ان تأكل سندوتشًا اصبح من الواجب عليك ان تطلب صحنًا او صحنين للكدايس اولاً ثم تطلب لنفسك سندوتشًا تزدرده بسرعة قبل أن تقفز كديسة لتأخذه من يدك.. وعندما جاءت انتخابات لجنة النادي الجديدة .. كانت حملتي الانتخابية مركزة على الكدايس فأنا مبيد بن زيد الكدايسي وغير ضار بالقرب من الطعام وذلك هو اسمي الحقيقي ولكني لكي أتخفى من الكدايس اخترت الاسم الحركي ود الريح .. وقد نجحت حملتي الانتخابية فانتُخبت عضوًا في لجنة النادى.. وبالطبع كان عليّ ان انفذ وعدى للناخبين وان اكون عند حسن ظنهم ولكن سرعان ماتفشى الخبر وانتشر وسط جمهرة كدايس النادى ويبدو أنها ارادت ان تشغلنى عنها عملاً بالحكمة «واشغل أعداي بأنفسهم ».. فتصدى لى قط لئيم كان متخفياً وسط عشر كدايس تحت الطربيزة التى كنت اجلس حولها وما إن نزلت يدي حتى هجم عليها وانشب فيها مخالبه وأنيابه .. ومنذ تلك اللحظة شعرت بأن الكدايس تريد أن تبيدنى قبل أن أبيدها .. أنا مبيد بن زيد الكدايسي فوقفت وسط اعضاء اللجنة منشداً:
أبادونى واى فتىً أبادوا
بخمش كديسةٍ أو ناب كلب
فصاح اعضاء اللجنة:
وماذا انت فاعل؟
فأجبت : «سأمصلها بمصل لايبارى فانى قد عزمت على القتال» فلا نامت عيون الكدسة حتى لو كانت مستطيلة أو مستديرة. وقد كان أن علمت أن المصل يوجد عند شركة كبابة للأدوية وذهبت هناك وطلبت المصل ولكنهم طالبونى بروشتة من طبيب يؤكد اننى قد تعرضت لعضة من حيوان مسعور .. وتصورت ان يكون هناك حلف بين تلك الشركة ومجموعة الكدايس فى النادى . هل من الممكن مثلاً ان ادعى اننى قد عضضت واننى محتاج لمصل؟ هل يعقل ان يذهب شخص بكامل قواه العقلية ويدعي زوراً وبهتاناً انه قد عض ويتعرض لأربع عشرة حقنة مؤلمة فى بطنه؟
وبعد ان احضرت الروشته قال لى الموظف المسؤول ان سعر المصل لم يحدد بعد ولكن عليّ أن ادفع خمسة وسبعين جنيهاً لحين تحديد سعر المصل فإما سيكون لي عندهم بعض المال او يكون لهم عندي بعض المال وهذا هو الأرجح.
وعلى مدى اربعة عشر يوماً لازمت مركز صحى الجامعة وانا ادخل على الإخوة طاعني الحقن .. الذين أصبحوا يرونى أكثر من ناس البيت .. والذى اقض مضجعي هو انقطاع التيار الكهربائي فالمصل يجب ان يحفظ فى درجة برودة معينة والا اصبح عديم الفائدة فعندما ينقطع التيار عندنا .. ابدأ فى الاتصالات التلفونية ..
- أها .. عندكم كهرباء؟ تلاجتكم شغالة؟ وطوالى أحول المصل من ثلاجة الى ثلاجة حتى لا يتلف.
أما قضيتى مع أعضاء النادى فهى قضية تستحق التأمل .. قلت لأعضاء اللجنة إن الكديس قد عضانى فى اثناء تأدية واجبى وإننى اذا لم اشتر المصل وحصل لاقدر الله ان ظهرت عليّ علامات الهوهوة فإننى حتماً سأموت وانهم سيضطرون الى نعي فى الصحف وبأننى كنت خلوقاً ودمث الأخلاق ومحبوباً من الجميع وقد مت فى اثناء تأدية واجبى وان هذا سيكلفهم على الأقل ألفين من الجنيهات.. فلماذا لايوفرون على لجنتهم هذه المبالغ الطائلة ويدفعون لي قيمة المصل.
ولكن اعضاء اللجنة يفضلون أن يدفعوا الألفين من الجنيهات ثمناً للنعي لأن فى هذا دعاية للجنة النادى ووفاءً لروح زميل عزيز لديهم ولن يدعوا هذه الفرصة تفوتهم ويستطيعوا أن يضمنوا هذا فى خطاب دورتهم المقبلة بعد ان اكون انا قد هوهوت مافيه الكفاية ثم مت مأسوفاً على شبابي ولكن اعضاء اللجنة لايعلمون اننى قد آليت على نفسى إنه متى ما أدركتنى الهوهوة ان أبدأ بعضهم واحداً اثر واحد ولن اموت الا بعد أن أكون قد اشبعتهم عضاً وخرشاً فلا نامت أعين اعضاء اللجنة.. وانا بحمد الله املك حصيلة من العض لابأس بها .. ففى عام 1949 عضنى كلب مسعور واخذت المصل ثم لدغتني عقرب عام 1955 وعنكبوت عام 1970 ووطواط عام 77 وقد اخذت المصل أيضاً لأن الوطواط فى بعض الاحيان يكون من الحيوانات الناقلة لمرض السعر ..
ثم عضنى قرد عام 79 وايضاً اخذت المصل والآن تطوع ذلك الكديس لينضم الى زملائه العاضين .. ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد .. فقد انتهيت من آخر حقنة وأنا مسرور وفى مساء أحد الأيام دعاني صديقي الأخ المهندس خالد فضل السيد لرؤية فيلم فيديو فى منزله وبينما هو يجهز تلك المعدات الاليكترونية جاء كلبه واقترب منى ووقف برهة ليشم رائحة هذا الشخص الغريب ثم أخذ يحك جلده برجله الخلفية ورفعت يدى وحككت جلدى، ثم هرش أذنه فهرشت أذنى ثم وقف وتمطى فوقفت وتمطيت ثم اخرج صوتاً لاهو بالنبيح ولا هو بالهوهوة فاخرجت نفس الصوت كل ذلك والكلب قد ازداد اهتماماً بى فاقترب منى وأخذ يشم رجلي ثم طبطبت على ظهره فسحب أذنيه على امتداد رأسه وهذا يعنى فى لغة الكلاب انه غير متأكد من نواياي نحوه واخذت اطبطب على ظهره ولكن يبدو ان شكوكه قد زادت وخاصة بعد ان طبطبت على رقبته وبسرعة التفت نحوي وعضني بنابه وقفز بعيداً وهو يرقب ما الذى سأفعله .. وهكذا ايها القراء فقد وقعت فى شر اعمالي.
فعندما قلدت الكلب فى حركاته ظننى أحد أبناء عشيرته واقترب منى ولما تيقن أننى احد أبناء عشيرته وأنني ذكر مثله اصبحت منافساً له في كلبة جيران ناس خالد فكان لابد ان يعضني وقد فاتت عليّ هذه الحقيقة .. والآن ماذا افعل؟ هل اخذ المصل مرة اخرى؟ بالطبع لا .. فالمصل الذى انتهى اليوم كاف لتحريض الجسم لافراز مواد مضادة تغطى فترة طويلة ولكن للاحتياط وكما هو وارد فى ورقة ارشادات المصل يمكنني ان آخذ حقنة بعد تسعين يوماً ثم حقنة واحدة كل عام وذلك للوقاية الطويلة وخاصة اذا كان الشخص من الذين يلاعبون الجريوات حتى يخرشنه..
آخر الكلام:
دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع
رمال كرمة
-----------------------------------------------------------
أملات حساس محمد حساس - يكتبها ويرسمها د.محمد عبدالله الريّح
طيب وين التريلا نشر في الانتباهة يوم 04 - 01 - 2012
من الأمور التي تثير الرعب في نفس الأخ مشلهت إشارة المرور الحمراء والتي لسبب لا يعلمه يخيل إليه أنه في يوم من الأيام سيقطع تلك الاشارة وستلقي شرطة المرور القبض عليه وسيتعرض لمواقف لا يستطيع احتمالها. ولذلك أصبحت عنده عقدة من اشارات المرور بجميع ألوانها الخضراء والصفراء والحمراء.
فلو كانت خضراء من يدريه أنها لن تتحول فجأة إلى حمراء.. وإذا تحولت صفراء فمن يضمن له أن الشخص المسرع خلفه لن يصطدم به وهو يحاول أن يأكل الاشارة.. ان التوتر الذي يلازمه وهو في مشوار بسيارته لا ينتهي إلا بعد أن يعود وقد أوقف السيارة وصعد إلى غرفته..
إلا أن هذا الخوف وهذه الفوبيا لا ترقى إلى مستوى خوفه من وزن العفش عندما يكون مسافراً.. فالأشياء مهما كان سعرها عندما يضيف لها رسوم وزن العفش الزائد يجد أنها قد خرجت عن نطاق المألوف وخاصة بعد أن يحول تلك العملة الصعبة جداً والتي دفع بها ثمن العفش إلى جنيهات سودانية.. ويظل هناك سؤال ملح يجول بخاطره ويجيبه: هل كل هذه الأشياء التي يحملها تستاهل هذه الأرقام الفلكية من الجنيهات السودانية؟ ولذك كانت نفسه تطير شعاعاً ويتصبب منه العرق غزيراً ولا يجد كلمات يسعف بها نفسه وهو قد اقترب من الميزان.. وعندما جرب جميع الخطوط المختلفة وهو يطمع في كرمها.. وجد أن كرم أي خط طيران وحتى ولو كان طيران حاتم الطائي فإنه يتضاءل جداً بجانب عفشه.. كما أن كل استراتيجياته التي رسمها لوضع ماثقل وزنه في الشنط المحمولة يدوياً لم تخفف شيئاً. وهو مازال يذكر كيف أنه حشر نصف ماكينة هايلوكس في شنطة يد تحملها زوجته مما سبب لها «إنشماطاً» في رقبتها وغضاريفها الشيء الذي كلفه الكثير في جلسات علاج طبيعي وحقن وصور أشعة وللآن لم تستعدل الولية إذ أن عمودها الفقري قد انحرف بخمس وعشرين درجة.. ويقول علماء الميكانيكا أن الشاسية من الصعب استعداله في مثل هذه الحالة.
والآن وهو قد حجز للسفر بمفرده بعد سفر الأولاد وأمهم فقد بدأ العد التنازلي إلى يوم الوزن المعلوم. وبينما هو في مخاوفه وهواجسه جاء الفرج من عند صديقه مدافر الذي حمل إليه تفاصيل استراتيجية جديدة في التغلب على معضلة الوزن.
قال مدافر:
يا اخ شوف ليك ترلة وحل نفسك من الهم دا.. ولكن مشلهت لم يفهم فتساءل قائلاً:
ترلة بتاعة شنو
وجاءه الرد الحاسم من مدافر:
ترلة.. بقول ليك ترلة.. زي ما كل الناس بتعمل انت اعمل.
لكين أنا مافاهم حكاية الترلة دي.. تقصد اشتري ترلة.. واقطر بيها العفش دا.. ولا شنو قصدك؟
ويهز مدافر رأسه وهو يبتسم في سخرية؟
ترلة يعني انت في المطار.. تشوف مرة كبيرة كدا.. مسافرة لوحدها.. براها يعني.. وعندها شنطة واحدة.. تقوم انت تتعرف عليها واهو السودانيين كلهم أهل.. وتساعدها في شيل شنطتها وتتولى أمرها.. بعدين تزق شنطة من شنطك معاها ودا بيخفف عليك الوزن.. بعدين إذا لقيت نسوان اثنين.. دا يكون عز الطلب.. لأنو بيكون عندك ترلتين وتذاكركم بتكون ثلاثة تذاكر والجماعة بفوتوا ليكم في الوزن.. كتير.
ولأول مرة يفهم مشلهت أن هناك استراتيجية البحث عن ترلة في المطار وأن تلك الترلة غير الترلة التي يقطرها ذلك القندرانو.. فهذه ترلة تقطر الوزن
الزائد. وياحبذا لو لقيت ترلة فاضية مثل شخص مرحل ولا يملك عفشاً..
فإذا تبرمك معك وتبرمكت معه.. فإن ذلك سيكون فيه خير للجميع..
وفي المطار كان السيد مشلهت يمسح صالة المغادرة والوزن بعينيه بدقة بالغة بحثاً عن ترلة مناسبة.. وهناك لاحت له.. امرأة أكبر من الحقيقة..
وحيدة تقف بالقرب من شنطة وحيدة.. ويبدو عليها أنها تبحث عمن يسهل لها أمورها ويوزن لها ويحضر لها بطاقة الصعود إلى الطائرة.. وقبل أن يتقدم لها
شخص آخر أسرع مشلهت نحوها وهو يقول:
كيفك ياحاجة.. اها ان شاء الله بالسلامة على السودان؟
الله يبارك فيك ياولدي.. خلاص كان الله هون بقينا ناس مشي على بلدنا.. الله يوصلنا بالسلامة.
ان شاء الله آمين.. ومعاكي منو ياحاجة؟
براي مامعاي زول.. الجماعة الكنت معاهم وصلوني ومشوا..
وشعر مشلهت ان هذه ضالته المنشودة.. امرأة كبيرة ومسافرة لوحدها وعندها شنطة واحدة لا يزيد وزنها على عشرة كيلوجرامات.
خلاص ياحاجة.. ما تشيلي هم.. أنا ذاتي ماشي السودان وإن شاء الله نصل سوا.. وانتو اهلكم وين في السودان؟
اهلنا ياولدي في حي العمدة.. امدرمان.
ويتساءل مشلهت:
وين للجدول؟ وبالطبع لابد أن يكون هناك جدول في حي العمدة.. بامدرمان؟
أول ماتصل للجدول.. تلف على يدك اليمين..
خلاص دا محلنا زاتو.. خلاص جيبي التذكرة والجواز عشان نوزن عفشنا سوا وتتحرك المرأة وتخرج من بين طيات ثوبها جواز السفر وتذكرة السفر وهي تهمهم
قائلة: انت تتبارك يابابا.. انا من قبيل واقفة هنا اتلفت يمين وشمال عايزة لي زول ترلة اوزن معاهو عفشي دا.. لحدي ماجيت انت.
واشارت المرأة إلى كوم عفش بالقرب منها يحتوي على 4 شنط كبيرة و2 شنطة رحلة سعيدة و3 هاندباق من النوع الذي به 4 أدوار.
سودارس