العلماء يصلون إلى حافة الكون |
تلسكوب سوبارو أتى بصور أثارت إعجاب وإستغراب العلماء |
تمكن علماء الفلك من تحقيق نجاحات جديدة في الكشف عن أسرار هذا الكون اللامحدود على نحو لم يصل إليه أحد من قبل
فقد توافرت لديهم امكانية النظر إلى منطقة في هذا الكون تظهر فيه المجرات مثل جواهر متناثرة هنا وهناك
ويمكن أن يقال عن الصور التي إلتقطها التلسكوب المتطور في المرصد الياباني في هاواي بأنها نظرة بشرية إلى اقصى حافة ممكنة المراقبة للكون الذي نعرفه، وهو كون خرافي الابعاد
وقد امكن الحصول على تلك الصور الأخاذة للفضاء السحيق من خلال توجيه العدسات نحو القطب الشمالي للمجرة الشمسية، وهو منظر تقل فيه نسبيا أعداد النجوم والكواكب في المجرات المجاورة أو القريبة
وتظهر الصور مجرات ضخمة اهليليجية الشكل، واخرى صغيرة أو خافتة ذات لون أزرق قاتم، وكذلك مجرات أو اجسام سماوية حمراء براقة يعتقد انها نجوم ناشئة حديثا مليئة بالغبار الكوني
|
سوبارو: تحفة هندسية استثنائية |
يشار إلى أن الحصول على تلك الصور الفائقة البعد والواضحة يعد احد المهام الأولى للمرصد الياباني الذي بدأ عمله في عام ثمانية وتسعين
وللمرصد تلسكوب عملاق يبلغ حجم مرآته 2 , 8 متر، وربما كانت الأدق من نوعها في العالم، وقد أثار وضوح الصور ودقتها اعجاب علماء الفلك الذين اطلعوا عليها
وبينت البحوث والدراسات التي اجريت على الصور الملتقطة أن حجم المجرات التي اظهرتها، في حال توزيعها على الكون برمته، تشكل اكثر من تسعين في المئة من الضوء المجري في الكون
وتختلف النتائج التي جاء بها المرصد الياباني عن تلك التي اتى بها مرصد هابل الأمريكي الضخم والمتطور، والمصمم لسبر اغوار الكون العميقة، والفرق بينها هو أن التحليل يظهر دقة نتائج الأول مقارنة بالثاني
أضواء العمق
ويعتقد من خلال تحليل الصور أن تلسكوب المرصد الياباني، ويدعى تلسكوب سوبارو، تمكن بالفعل من التقاط تلافيف وحواف الكون الممكنة المراقبة حتى الآن
ولم يبق مما لم يتم الكشف عنه إلا القليل جدا من المجرات الضعيفة الباهتة الموجودة في زوايا الكون القصية
لكن، وعلى الرغم من أن مشاهدات تلسكوب سوبارو غطت نحو اغلب الضياء المنبعث من المجرات في هذا الكون، تشير الصور التي التقطتها الاقمار الاصطناعية إلى أن الضوء الموجود في عمق الكون يبلغ ثلاثة أضعاف ما تم التقاطه بهذا التلسكوب
ويقول العلماء إنه من الواضح أن هناك الكثير من الضوء في هذا الكون لا يمكن أن يكون قادما من مجرات اعتيادية، وهو بالتالي ما يثير غموضا وتساؤلات أكثر عن مصدرها