المشهد السادس
[ يدخل فاوستس إلى غرفة الدراسة و معه ميفوستوفيليس]
فاوستس: عندما أنظر إلى السماء, عندها أتوب
و ألعنك, أيها الشرير ميفوستوفيليس,
لأنك حرمتني من هذه النعم.
ميفوستوفيليس: كان ذلك طلبك أنت, فاوستس, أشكر نفسك,
لكن, هل تظن أن الفردوس ذلك الشيء العظيم؟
أخبرك, فاوستس, أنها ليست بنصف هذا الجمال
عندما تتنفس أنت أو أي إنسان على الأرض
فاوستس: كيف تبرهن ذلك؟
ميفوستوفيليس: خلقت من أجل الإنسان, عندها يكون أكثر من ممتاز.
فاوستس: إذا كانت الجنة خُلقت من أجل الإنسان, فقد خُلقت من أجلي:
سوف أتخلى عن هذا السحر و أتوب.
[ يدخل الملاكان ]
ملاك الخير: فاوستس, تُب, كي يرحمك الله؛
ملاك الشر: أنت روح, الله لا يستطيع أن يرحمك.
فاوستس: من يصرخ في أذنيَّ أنني روح؟
أصبح شيطاناً, كي يرحمني الله؛
نعم, سوف يرحمني الله إن أنا تبت؛
ملاك الشر: نعم, لكن فاوستس أبداً لن يتوب. [ يخرج الملاكان ]
فاوستس: قلبي قسى, لا أستطيع أن أتوب.
بشق النفس أستطيع أن أسمي الخلاص, الإخلاص أو الفردوس,
لكن صدى الخوف يرعد في أذنيّ,
"فاوستس, أنت ملعون!" ثم بنادق و سكاكين,
سيوف, سم, قيود و قضيب مسموم
ملقاة أمامي لأصوبها إلى نفسي؛
وقبل هذا يجب علي أن ألتزم بالصك
ألم تنتصر متعة السعادة على القنوط العميق
ألم أجعل هومر الأعمى يغني لي
عن حب ألكسندر و موت أوينن؟
أليس هو, الذي بني جدران ثيبس
مع الصوت الفاتن لقيثارته الشجية,
ألف الموسيقى مع ميفوستوفيليس؟
لماذا يجب أن أموت, ثم, أو أيأس بدناءة؟
أنا مصمم فاوستس سوف لن يتوب._
هيا, ميفوستوفيليس, دعنا نتجادل ثانية,
و نعقل علم التنجيم المقدس.
تكلم, هل هناك كواكب سيارة أعلى من القمر؟
هل كل الأجرام السماوية عالم واحد
كما هي حقيقة المركزية الأرضية؟
ميفوستوفيليس: كما هي العناصر, هي السماوات,
من القمر إلى الجرم السماوي,
مرتبطة بالتبادل بكواكب بعضها السيارة,
و مجتمعة تتحرك على محور واحد,
الذي تُسمى نهايته المحور الكوني الكبير؛
و ليست أسماء زحل, المريخ أو المشتري,
مختلفة, لكنها نجوم وهمية.
فاوستس: لكن هل كلها تتحرك باتجاه واحد؟
ميفوستوفيليس: كلها تتحرك من الشرق إلى الغرب بأربع و عشرين ساعة على محاور الكون, لكن تختلف حركتها على محاور البروج.
فاوستس: هذه المسائل الهزلية يستطيع فاغنر أن يبت بها:
أليس لدى ميفوستوفيليس مهارة أعظم؟
من لا يعرف الدوران المزدوج للكواكب؟
الأول: ينتهي في يوم طبيعي؛
الثاني : زحل في ثلاثين سنة,
المشتري في اثنا عشر, المريخ في أربع, الشمس, الزهرة و عطارد في سنة, القمر في ثمانية و عشرين يوماً. هذه افتراضات الأوائل. لكن قل لي, هل لكل جَرَم سماوي حاكم أو مخلوق ذكي يوجه حركته؟
ميفوستوفيليس: نعم.
فاوستس: كم سماء أو كوكب سيار هناك؟
ميفوستوفيليس: تسعة: الكواكب السبعة, القبة الزرقاء, و جنة الخلد.
فاوستس: لكن أليس هناك كوكب ناري؟ أو كوكب عاشر؟
ميفوستوفيليس: كلا, فاوستس, هم فقط خرافات.
فاوستس: اصدقني إذاً في هذه المسألة:
لماذا إذاً لا يكون هناك اتحاد, متناقضات, هيئات, خسوف للقمر, كلها في وقت واحد, لكن في بعض السنوات لدينا الكثير, و في بعضها القليل؟
ميفوستوفيليس: بحسب اختلاف حركتها بالنسبة للكل.
فاوستس: حسناً, لقد أُجبت, الآن أخبرني مَن خلق الكون؟
ميفوستوفيليس: لن أفعل.
فاوستس: ميفوستوفيليس العزيز, أخبرني.
ميفوستوفيليس: لا تثر غضبي, فاوستس.
فاوستس: نذل, ألم ألزمك أن تخبرني عن أي شيء؟
ميفوستوفيليس:نعم, لكن ليس ضد مملكتنا.
هكذا تكون. أنت ملعون؛ فكر بالجحيم.
فاوستس: فكر, فاوستس, بالله, الذي خلق الكون.
ميفوستوفيليس: تذكر ذلك! [ يخرج ]
فاوستس: نعم, اذهب, روحٌ ملعونة, إلى جهنم البغيضة!
أنتِ من لُعن يا روح فاوستس التعيسة.
أليس هذا متأخراً جداً؟
[ يدخل الملاكان ]
ملاك الشر: متأخر جداً.
ملاك الخير: ليس متأخراً أبداً, إذا أراد فاوستس أن يتوب.
ملاك الشر: إذا أنت تبت, الشياطين سوف تمزقك إرباً.
ملاك الخير: تب, سوف لن يكشطوا جلدك [ يخرج الملاكان ]
فاوستس: أيها المسيح, يا مخلصي, يا مخلصي,
ساعدني لانقاذ روح فاوستس الكربة.
[ يدخل لوسيفير, بعل زبول و ميفوستوفيليس]
لوسيفير: المسيح لا يستطيع أن ينقذ روحك, لأنه عادل؛
ليس هناك أحد أنا فقط أهتم بأمثالي.
فاوستس: أوه, ماذا تكون أنت لتبدو بهذا الشكل المخيف؟
لوسيفير: أنا لوسيفير,
و هذا مرافقي أمير في جهنم.
فاوستس: أوه, فاوستس, جاؤوا ليأخذوا روحك.
بعل زبول: جئتنا لنخبرك بأنك آذيتنا.
لوسيفير: أنت دعوت المسيح و هذا ما يناقض وعدك.
بعل زبول: يجب عليك أن لا تفكر بالله.
لوسيفير: فكر بالشيطان
بعل زبول: و في لعنته أيضاً.
فاوستس: لن أفعل من الآن فصاعداً؛ اعذرني في هذا,
و فاوستس يقسم أن لا ينظر إلى السماء أبداً,
و أن لا يذكر الله أو يصلي له,
أن يحرق كتبه المقدسة, و أن يفتك بخادميه,
و أجعل أرواحي تهدم كنائسه.
لوسيفير: إذاً سوف تظهر نفسك كخادم مطيع
و سوف نكافئك بسخاء لأجل هذا.
بعل زبول: فوستس, لقد جئنا من جهنم بشخصنا لنريك بعضاً من الماضي. اجلس, و سوف ترى الخطايا السبع القاتلة تظهر لك بشكلها الحقيقي و صورتها.
فاوستس: ستكون هذه المشاهدة سارة لي كما كانت الفردوس لآدم في اليوم الأول لخلقه.
لوسيفير: لا تتكلم عن الجنة أو الخلق, لكن لاحظ العرض. اذهب ميفوستوفيليس, اجلبهم.
[ تدخل الخطايا السبع القاتلة (بقيادة زمار)]
بعل زبول: الآن, فاوستس, اسألهم عن أسمائهم و خصالهم.
فاوستس: هذا ما سأفعله في الحال. ماذا تكون أنت, الأول؟
الغرور: أنا الغرور, أنا آنف من الحصول على أي أبوين, أنا مثل ذبابة اوفيد؛ أستطيع أن أتسلل إلى كل زاوية في عاهرة: أحياناً, كالشعر المستعار, أجلس على حاجبها, ثم, كالعقد, أعلق على رقبتها,؛ ثم, مثل مروحة من ريش, أقبل شفتيها؛ ثم, أحول نفسي إلى دخان مزخرف, أفعل ما أشاء. لكن تباً, ما هذه الرائحة هنا! لن أقول كلمة واحدة أخرى, حتى تُعطر الأرض و تغطى بالأقمشة المزركشة.
فاوستس: أنت فعلاً مخادع مغرور. ماذا تكون أنت الثاني؟
الجشع: أنا الجشع, ولدت لعجوز بخيل في حقيبة جلدية؛ و, يمكنني الآن أن أحصل على ما أتمنى, هذا المنزل, أنت و الجميع, عليكم التحول إلى ذهب, حيث أتمكن من أن أقفل عليكم بأمان في صندوقي. يا ذهبي الجميل!
فاوستس: ماذا تكون أنت الثالث؟
الحسد: أنا الحسد, ولدت لمنظف مداخن و زوجة صامتة. لا أستطيع أن أقرأ لذلك أتمنى حرق كل الكتب. أنا أهزل عندما أرى الآخرين يأكلون. أوه, لذلك أتمنى أن تجتاح العالم مجاعة, ليموت الجميع, و أعيش وحيداً! عندها سترى كيف أصبح سميناً. لكن هل يجب أن تجلس أنت و أقف أنا؟ انزلوا إلى الأسفل, هذا قصاص!
فاوستس: أخرج, أيها البائس الحسود! لكن ماذا تكون أنت, الرابع؟
الغضب: أنا الغضب. ليس لدي لا أب و لا أم؛ أنا ذئب خارج من فم الأسد. عندما لا أتواجد لساعة خلت, و باعتبار أن العالم دائماً رأساً على عقب مع هذه القضية ذات الحدين, أجرح نفسي عندما لا أستطيع أن أجعل أحداً يتشاجر مع الآخر. ولدت في الجحيم؛ و أنظر إليها, لأن بعضاً منكم سوف يكون والدي.
فاوستس: و ماذا تكون أنت, الخامس؟
النهم: أنا النهم. أبويّ ميتان, و للشيطان لم يتركوا لي بنساً, لكن معاشاً تقاعدياً قليلاً, و تشتري لي ثلاثين وجبة في اليوم و عشرة مشروبات, و كعكة منقوعة بالخمر تكفي للمزاج. أنا أتيت من سلالة ملكية: أبي كان فخذ من لحم خنزير مقدد, و أمي كانت برميل خمر فرنسي كبير؛ عرَّابيَّ كانوا هؤلاء, بيتر السمك المكبوس بالخل و لحمة عيد القديس مارتن. لكن عرَّابتي, أوه, كانت إمرأة لطيفة مرحة, و محبوبة جداً في كل بلدة و مدينة؛ كان اسمها مارغري بيرة آذار. الآن, فاوستس, لقد سمعت عن كل ذريتي؛ هل ستدعوني إلى العشاء؟
فاوستس: كلا, أود أن أراك مشنوقاً؛ سوف تأكل كل مؤنتي.
النهم: فليخنقك الشيطان.
فاوستس: أخنق نفسك, أيها النهم! ماذا تكون أنت, السادس؟
الكسل: مرحباً! أنا الكسل. ولدت على ضفة مشمسة, حيث أستلقي دائماً؛ لقد آذيتني كثيراً بإحضارك لي من هناك: دعني أُحمل إلى هناك ثانية بواسطة النهم و الشهوة. مرحباً! لن أقول كلمة واحدة أكثر افتداء للملك.
فاوستس: و ماذا تكوني أنت, أيتها السيدة الوقحة, السابعة و الأخيرة؟
الشهوة: مَن, أنا, سيدي؟ أنا واحدة تفضل إنشاً من اللحم العاري على ذراع من لحم السمك المقدد المقلي, و أول حرف من اسمي يبدأ بالشهوة.
لوسيفير: ابتعدي, إلى الجحيم, أغربي! اذهب, أيها الزمار! [ تخرج الخطايا السبعة] (مع الزمار )
فاوستس: أوه, كم أسعدت روحي هذه المشاهدة!
لوسيفير: لكن, فاوستس, في جهنم يوجد كل أنواع المسرات.
فاوستس: أوه, يمكنني أن أرى الجحيم و أعود ثانية بأمان, كم سأكون سعيداً حينها!
لوسيفير: فاوستس, هذا سيكون, عند منتصف الليل سوف أرسل إليك.
من خلال مطالعتك لهذا الكتاب و تمعنك فيه,
سوف تحوّل نفسك إلى أي شكل تريد.
فاوستس: شكراً لوسيفير العظيم.
سوف أحافظ على هذا كما أحافظ على حياتي.
لوسيفير: الآن, فاوستس, وداعاً.
فاوستس: الوداع, لوسيفير العظيم. هيا, ميفوستوفيليس. [يخرج الجميع من عدة مخارج]

المشهد السابع
[ يدخل المهرج (روبن) ]
روبن: أجل, ديك, اعتن بالأحصنة هناك حتى أعود ثانية. حصلت على أحد كتب فاوستس في السحر, و الآن نحصل على مثل هذه الخدع الواردة.
[ يدخل ديك ]
ديك: نعم, روبن, يجب أن تأخذ الأحصنة في نزهة.
روبن: أنا أنزه الأحصنة! أنا أحتقرها, في الحقيقة, لدي أمور أخرى أقوم بها؛ دع الأحصنة تتنزه بنفسها و سوف يفعلون.
[ يهجي] أ, لكل س, ي, أ, ت, ح, ي, الـ؛ و, لكل و؛ انس الأورجون, الخرافة, ابق بعيداً عني, أيها السائس الأمي غير المتعلم.
ديك: قسماً, ماذا لديك هناك, كتاب؟ حسناً, لا يمكنك أن تقول كلمة واحدة منه.
روبن: سوف ترى في الحال. ابق بعيداً عن الدائرة, قلت, خشية أن أرسلك إلى البنسيون.
ديك: أحب هذا, حقاً! من الأفضل أن تدع حماقتك, لأنه إذا جاء سيدي سوف يسحرك, بحق.
روبن: سيدي يسحرني أنا! سوف أخبرك بشيء, إذا جاء سيدي إلى هنا, سوف أصفق بلطف مثل قرنين على رأسه كما لم ترى في حياتك.
ديك: لست بحاجة لفعل ذلك, لأن خليلتي فعلت ذلك.
روبن: أجل, بعضنا هنا يخوض عميقاً في مسائل لأشخاص آخرين, إذا قبلوا الكلام.
ديك: ليأخذك الطاعون! كنت أظن أنك لا تنسل إلى الأعلى و الأسفل وراءها من أجل لا شيء. لكن من فضلك أخبرني و بكل حزن, روبن, هل هذا كتاب سحر؟
روبن: فقط قل ماذا تريدني أن أفعل, و سوف أفعله. إذا كنت تريد أن ترقص عارياً, اخلع ملابسك, و سوف أسحرك في الحال. أو إذا كنت تريد أن تذهب معي إلى الحانة, سوف أقدم لك خمراً أبيضاً, و خمراً أحمراً, و خمراً فرنسياً, و خمر العنب, و النبيذ الحلو المعطر, و شراباً مسكراً, أملئ جوفك, و لن ندفع بنساً واحداً ثمناً لهذا.
ديك: أيها الجسور! أرجوك دعنا نذهب حالاً لأنني عطشان كالكلب.
روبن: تعال, إذاً, دعنا نذهب. [ يخرجوا ]
[ الجوقة 1]
تدخل الجوقة
الجوقة: تعلم يا فاوستس,
لتجد أسرار علم الفلك,
ابحث في كتاب جوبيتير العالي في السماء,
لقد رفعه عالياً ليصعد إلى أعلى جبل الأولمب,
حيث, يجلس في عربة لامعة براقة
مسحوب بقوة من تنين مربوط من رقبته
ينظر إلى الغيوم, و الكواكب, و النجوم,
المدارات, المناطق, و ساحات السماء,
من الدائرة المضيئة للقمر ذو القرن
حتى علو الكوكب السيّار؛
و, الدوران حوله و مع هذه الدائرة
داخل حدود القطب المقعر,
من الشرق إلى الغرب تنانينه تنزلق بسلاسة
و بثمانية أيام تعيده إلى منزله ثانية
لا يمكث طويلاً في بيته الهادئ
ليريح عظامه بعد تعبه المجهد,
لكن إنجازاته الجديدة تسحبه إلى الخارج ثانية,
و, يركب على ظهر التنين,
الذي يفرّق الهواء اللطيف بأجنحته,
هو الآن ذاهب ليبرهن تركيبة الكون,
التي ترصد الأحوال الجوية و ممالك الأرض,
و كما أخمن سيصل أولاً إلى روما
ليرى البابا و حال محكمته
و يحضر جزء من احتفال القديس بيتر,
الذي يُحتفل به بحفاوة هذا اليوم. [ تخرج ]
المشهد الثامن
[ يدخل فاوستس و ميفوستوفيليس ]
فاوستس: بما أننا الآن, يا ميفوستوفيليس الطيب
قطعنا و بكل سرور مدينة تريير المهيبة
المحاطة بقمم الجبال الهوائية,
بجدران من حجر الصوان, و بحيرات محصنة عميقة
لا يمكن لأي أمير أن يمتلكها
من بعد باريس, جاذباً المملكة الفرنسية,
رأينا نهر المين يسقط في الراين,
على ضفافه توجد بساتين الكرمة؛
ثم صعوداً إلى نيبال, كامبانيا الغنية,
بأبنيتها الجميلة المبهرة للعين,
و شوارعها المستوية المعبدة بأجمل القرميد
ساحات المدينة أربعة متماثلة.
هناك رأينا و اكتشفنا قبر مارو الذهبي
الطريق التي قطعها, ميل انكليزي بالطول,
من الحجارة و الصخر خلال ليلة واحدة
من هناك إلى فينيسيا, بادوى, و الباقي,
في الوسط حيث يقف معبد فخم,
يهدد النجوم بقمته المرتفعة,
و محيطه المعبد بأحجار ملونة كثيرة
و مسقوف بسقف عال من الأعمال الذهبية العجيبة
هكذا قضى فاوستس وقته هناك.
لكن قل لي الآن, أي مكان مريح هذا؟
هل فعلت, كما أمرتك فيما مضى,
و نقلتي إلى داخل أسوار روما؟
ميفوستوفيليس: لقد فعلت, عزيزي فاوستس, و دليل على ذلك
هذا هو قصر البابا الفخم,
و لأننا لسنا ضيوفاً عاديين
أختار غرفته الخاصة لنستخدمها.
فاوستس: أتمنى من قداسته أن يرحب بنا.
ميفوستوفيليس: كله واحد, لأننا سنكون قساة مع طرائده
لكن الآن, فاوستس, ربما تدرك أنت
ما تحتويه روما لتبهج عينك,
اعلم أن هذه المدينة تقوم على سبع تلال
هذه الدعامات السفلية تعمل عمل الأرض:
في منتصفها يجري نهر التيبر,
مع ضفتين ملتويتين تقسمانها إلى قسمين,
عبر الجسور الأربعة المهيبة الضيقة
التي تصنع ممراً آمناً إلى كل قسم من روما.
أعلى الجسر سمي بونت آنجلو
المبني بقوة و يمر عبر القلعة
حيث ترى مخزناً من القوانين
مثل حكمة مزورة مزدوجة لضابط كبير
تماثل عدد الأيام التي يحتويها
مجال سنة واحدة كاملة؛
إلى جانب البوابات, و الأهرامات المرتفعة
التي أحضرها يوليوس قيصر من أفريقيا.
فاوستس: الآن, باسم الممالك ذات القوانين الشيطانية.
لنهر الجحيم, و البحيرة النارية
أقسم بالغليبيتون المضرم الأبدي,
التي تمنيت أن أرى نصبها التذكارية
و بريق روما الشهير
تعال, لأجل هذا, دعنا نبتعد.
ميفوستوفيليس: كلا, ابق, فاوستس, أعلم أنك تريد أن ترى البابا
و تحضر جانباً من احتفال القديس بطرس,
هو ذو شأن و مكانة عالية
هذا اليوم تحافظ عليه روما و إيطالية
على شرف انتصار البابا المظفر.
فاوستس: عزيزي ميفوستوفيليس, أنت تسعدني:
بينما أنا هنا على الأرض دعني امتلئ
بكل الأشياء التي تسر قلب أي إنسان.
أربع و عشرين سنة من الحرية
سوف أمضيها باللهو و العبث,
بحيث اسم فاوستس, يبقى هذا الإطار البراق,
ربما يُعجب به في أماكن أخرى.
ميفوستوفيليس: أحسنت القول, فاوستس؛ تعال, إذاً, قف إلى جانبي
و سوف تراهم يأتون على الفور.
فاوستس: كلا, ابق, ميفوستوفيليس اللطيف,
و امنحني طلبي, ثم أذهب.
أنت تعرف أنه خلال ثمانية أيام
شاهدنا الجنة و الأرض و جهنم على هيئتها
لترتفع تنانيننا محلقة في الجو
لتبدو لي ناظرة تحتها إلى الأرض
ليست أكبر من مقدار حجم يدي.
هناك شاهدنا ممالك العالم,
أتمسك بما يمكن أن يسر عيني,
دعني أكون ممثلاً في هذا العرض,
ليرى ذلك البابا المغرور براعة فاوستس
ميفوستوفيليس: لك ذلك, فاوستس, لكن اجلس أولاً
و شاهد احتفالاتهم بالنصر عندما يمروا من هذا الطريق؛
ثم قدم أفضل ما يحتويه عقلك
بمهارة فنك تتجاوز البابا
أو تحطم غرور هذا الحفل المهيب,
لتجعل نساكه و رؤوساء أديرته يقفون مثل القرود
و يتصرف بسلوك غريب بسلطته الثلاثية,
لتضرب بالسبحات على رؤوس الرهبان
أو تصفع القرون الكبيرة على رؤوس الكاردينالات
أو أي عمل أحمق لا تستطيع أن تبتدعه
و أنا سوف أقوم به, فاوستس. اسمع, هاهم قادمون!
هذا اليوم سوف يصنع لك معجبين في روما,
بينما قداسته يعتلي العرش على ظهرك
كرسي القديس بطرس و يقرر الكتاب الأسقفي
برونو: لوسيفير المغرور, هذا الكرسي ملكي:
لكن هكذا أنحني لبطرس, و ليس لك.
البابا: لي و لبطرس سوف تستلقي منبطحاً على الأرض
و تنحني أمام السمو البابوي:
نفير الأبواق, ثم, اسمع للقديس بطرس
من وراء ظهر برونو يعتلي القديس بطرس العرش.
[ يعتلي العرش بتباه ]
مثل الآلهة التي تتسلل بأقدام من صوف
قبل زمن بعيد بأيد من حديد تعاقب الإنسان,
كذلك انتقامنا النائم سوف يستيقظ الآن
و يضرب مع الموت أعمالك المكروهة.
رئيس كاردينالات فرنسا و بادوى,
اذهب إلى مجمع الكرادلة المقدس
و اقرأ بينهم المراسيم التشريعية
و ما تم إقراره في مجلس الشورى في ترنت,
المجمع الكنسي المقدس فُرض لأجله
أو يأخذ على عاتقه الحكومة البابوية
من غير انتخاب أو موافقة حقيقيةـ
اذهب, و أحضر لنا كلمة بسرعة.
الكاردينال الأول: نحن ذاهبون, سيدي. [ يخرج الكاردينالات ]
البابا: سيد ريموند.
فاوستس: اذهب, أسرع, ميفوستوفيليس العزيز,
اتبع الكاردينالات إلى مجمع الكرادلة,
و, عندما يفتحوا كتبهم الخرافية,
أصبهم بالكسل و النعاس
و اجعلهم ينامون بحيث يظهر هذا على أشكالهم
أنت و أنا يمكننا أن نتناقش مع هذا البابا,
هذا المغرور المتحدي للإمبراطور
و باحتقار كل قدسيته
يسترجع برونو حريته
و يحمله إلى الولايات الألمانية.
ميفوستوفيليس: فاوستس, أنا ذاهب
فاوستس: نفذ في الحال:
البابا سوف يلعن مجيء فاوستس إلى روما. [ يخرج فاوستس و ميفوستوفيليس ]
برونو: بابا أدريان, دعني أحصل على بعض الحقوق القانونية؛
تم اختياري من قبل ا لإمبراطور.
البابا: سوف نحتقر الإمبراطور على هذا العمل
و نلعن الناس الذين يخضعون له؛
كلاكما أنت و هو محرومان كنسياً
و ممنوعان من حقوق الكنيسة
و من كل مجتمع الناس المباركين
ازداد غروراً بسلطته,
يرفع رأسه فوق الغيوم
كالبرج يلوح فوق الكنيسة
لكن سوف ننكس غروره المتغطرس
و, مثل البابا ألكسندر, جدنا,
نطأ على رقبة فريدريك الألماني,
مضيفين هذه الجملة الذهبية إلى مدائحنا,
بحيث يتوجب على ورثة بطرس أن يطؤوا الأباطرة
و السير على ظهر المضيف البغيض,
يخبط الأسد و التنين إلى الأسفل,
و دون خوف يرفس العظاءة القاتلة,
هكذا سوف نسحق المتغطرس المنشق
و بالسلطة البابوية
نخلعه من حكمه الملكي.
برونو: أقسم البابا يوليوس للأمير سيجسيموند
له و لباباوات روما الفالحين,
ليتخذوا الأباطرة أسيادهم الشرعيين.
البابا: البابا يوليوس نبذ حقوق الكنيسة,
و لهذا لا يمكن أن يبقى أي من قراراته.
ألم توهب لنا كل القوة التي على الأرض؟
و لأجل هذا نتمنى أن لا نخطئ.
لاحظ هذا القيد الفضي, حيث ثُبِّت
أُقفل عليه بسبع مفاتيح ذهبية و بسبع أختام
بدليل قوتنا المضاعفة سبع مرات من السماء
نقيد أو نحرر, نقفل بسرعة, نلعن, أو نحكم,
نتخلى أو نختم, أو مهما كان ما يسعدنا.
ثم, هو و أنت و كل العالم سوف ينحني,
أو يكونوا واثقين من لعنتنا المرعبة
لتضيء مثقلة مثل آلام الجحيم.
[ يدخل فاوستس و ميفوستوفيليس على هيئة كاردينالين ]
ميفوستوفيليس: الآن أخبرني, فاوستس, ألسنا ملائمين جداً؟
فاوستس: نعم, ميفوستوفيليس, و أي كاردينالين مثل هذين
لا يخدمان حضرة البابا كما سنفعل نحن.
لكن بينما هم نائمين في المجلس الكنسي
دعنا نرحب بأبوته المحترمة.
ريموند: انظر يا سيدي عاد الكاردينالات.
البابا: أهلاً, آباء موقرين, أجيبوني
ماذا قرر مجمعنا الكنسي المقدس
بخصوص برونو و الإمبراطور,
كتبرئة من دسيستهما الأخيرة
ضد ولايتنا و الجلالة البابوية؟
فاوستس: الحامي المقدس لكنيسة روما
موافقة بإجماع المجمع الكنسي
للكهان و الأساقفة, هكذا قرر:
بأن برونو و الإمبراطور الألماني
يتم احتجازهما كويكفليين وقحين منشقين
و أنهما مغرورين مفسدين لأمن الكنيسة.
و إن كان برونو و بكل إرادته
و دون إجبار من النبلاء الألمان,
طلب أن يرتدي لباس السلطة الثلاثية
و أن يعتلي بموتك كرسي القديس بطرس,
المراسيم التشريعية تقتضي هذا,
سوف يدان مباشرة بالابتداع
و وضعه على حزمة و إحراقه حتى الموت.
البابا: هذا يكفي. هو ذا خذه تحت وصايتك
و احمله مباشرة إلى بونت انجيلو,
و احبسه في أحصن السجون بسرعة.
غداً, تجلس بمجلسنا الكنسي
مع كل الكاردينالات رفاقنا الرزينين,
سوف نقرر حياته أو موته.
هاك, خذ تاجه الثلاثي معك
و اتركه مع كنز الكنيسة.
أسرع و ارجع ثانية, أعزائي الكاردينالات الطيبين,
و احصل على مباركتنا البابوية.
ميفوستوفيليس: إذاً, إذاً؛ لم يبارك شيطان هكذا من قبل.
فاوستس: بعيداً, عزيزي ميفوستوفيليس, لنذهب:
الكاردينالات سوف يصابون بالطاعون حالاً.
[ يخرج فاوستس و ميفوستوفيليس مع برونو ]
البابا: اذهب حالاً و أحضر مأدبة على الفور,
بحيث نتمكن من الاحتفال بعيد القديس بطرس
و مع السيد ريموند, ملك هنغاريا,
نشرب نخب انتصارنا الأخير السعيد. [ يخرج ]




المشهد التاسع
أُحضرت المأدبة, ثم دخل فاوستس و ميفوستوفيليس بشكلهما الحقيقي.
ميفوستوفيليس: الآن, فاوستس,هيا, حضر نفسك للمرح:
الكاردينالات النائمة حصلنا عليهم بصعوبة
لإدانة برونو, الذي أعلن من الآن
و بكل فخر على جواد و بكل رشاقة أسرع مما فكرت
طار عبر الألب إلى ألمانيا الخصبة,
إلى هناك ليحيّي الإمبراطور التعيس.
فاوستس: البابا سوف يلعنهم على كسلهم اليوم,
تلك الليلة فر برونو و معه تاجه.
لكن الآن, يمكن لفاوستس أن يبهج خاطره
و بحماقتهم نقوم ببعض المرح,
عزيزي ميفوستوفيليس, يسعدني وجودي هنا
حيث يمكنني السير غير مرئي للجميع
و أفعل كل ما يسعدني, دون أن أُشاهد من أي أحد.
ميفوستوفيليس: فاوستس, بعد ذلك و عما قريب سوف تركع,
بينما أضع يدي على رأسك
و أبهجك بهذه العصا السحرية.
أولاً ارتدي هذا الطوق, ثم تبدو
غير مرئي لكل الموجودين هنا:
الكواكب سبعة, الجو كئيب,
الجحيم, و الشعر المبعثر للأرواح,
لهيب بلوتو الأزرق, و شجرة آلهة المفارق
تحيطك بألفاظ سحرية
بحيث لا ترى جسدك عين.
إذاً, فاوستس, الآن, لأجل قداستهم,
افعل ما تشاء, سوف لن تُرى.
فاوستس: شكراً, ميفوستوفيليس؛ الآن, أيها الرهبان, انتبهوا
خشية من فاوستس أن يجرحكم بتيجانكم الحادة.
ميفوستوفيليس: فاوستس, ليس من مزيد, انظر حيث يأتي الكاردينالات.
[صوت موسيقى. يدخل البابا و كل النبلاء. يدخل الكاردينالات مع كتاب.]
البابا: أهلاً و سهلاً, بالكاردينلات النبلاء؛ تعالوا, اجلسوا.
النبيل ريموند, خذ مقعدك. أيها الرهبان, انتبهوا,
و انظروا أن كل شيء جاهز,
على أفضل ما يبدو عليه هذا الاحتفال المقدس.
الكاردينال الأول: أولاً, ربما يسعد قداستك
لتظهر حكم الكهنة للمجمع الكنسي
بخصوص برونو و الإمبراطور؟
البابا: ما حاجتنا لهذا السؤال؟ ألم أخبركم
غداً سوف نجتمع في المجمع الكنسي
و هناك نقرر عقوبته؟
لقد استحضرت لنا كلمة الآن, اقتضت
أن برونو و الإمبراطور الملعون
كلاهما تمت إدانته من المجلس
لبغضهما للويكفلية و اعتمادهما على المنشقين:
ثم لما تطلب مني إشهار ذلك الكتاب؟
الكاردينال الأول: سموك أخطأت, لم تقدم لنا مثل هذا التوضيح.
ريموند: إياك أن تنسى؛ كلنا شهود
أن برونو هنا مؤخراً سلم,
تاجه الثلاثي ليتم حفظه
و أن يتم وضعه مع الكنز الكنسي.
كاردنالين: بحق القديس باول, لم نرهم.
البابا: بحق بطرس, سوف تموتان,
حتى تحضراهما إلى هنا بالحال.
سوقوهما إلى السجن, أوثق أطرافهما بالقيود!
أساقفة مزيفون, لأجل هذه الخيانة الكريهة
لتكن روحكما ملعونة بالألم الجهنمي. [ يخرج الحضور مع الكاردينالين]
فاوستس: إذاً هم آمنين, الآن, فاوستس, إلى الاحتفال:
لم يكن لدى البابا يوماً ضيفاً مرحاً هكذا.
البابا: رئيس أساقفة رايمس, اجلس معنا.
رئيس الأساقفة: أشكر قداستك.
فاوستس: فلتخمد, الشيطان يخنقك و أنت تصفح!
البابا: من المتحدث؟ أيها الرهبان, فتشوا.
الراهب: لا يوجد أحد هنا, إن كان يرضي قداستك.
البابا: النبيل ريموند, عليك الشروع بالتوسل: أنا أنتظر
لأقدم لأسقف ميلان هذه الهدية النادرة.
فاوستس: أشكرك يا سيدي. [يخطفها]
البابا: كيف حصل هذا! من انتزع اللحمة مني؟
أغبياء, لما لا تتكلمون؟-
أيها النبيل الطيب رئيس الأساقفة, هنا تجد ألذ طبق
أُرسل إلي من كاردينال في فرنسا.
فاوستس: سوف أحصل على هذا أيضاً. [ يخطفها ]
البابا: أي مريدين في حضرة قداستنا
حتى نحصل على هذه الإهانة العظيمة؟
أحضروا لي بعض الخمر.
فاوستس: أجل, أرجوك إفعل, لأن فاوستس ظمآن.
البابا: النبيل ريموند, أنا أشرب نخبك.
فاوستس: أنا أشرب نخبك. [ يخطفها ]
البابا: خمرتي ذهبت أيضاً؟ أيها الأغبياء, فتشوا المكان
و جدوا الرجل الذي يفعل هذا الجرم,
أو بقدسيتنا سوف تموتون جميعاً.ـ
أرجوكم, أيها النبلاء, اصبروا على هذه
المأدبة المزعجة.
رئيس الأساقفة: من فضل قداستك, أظن أنه
شبح ما انسل من المَطْهَر, و الآن
جاء إلى قداستك من أجل الغفران.
البابا: ربما يكون كذلك:
اذهب, إذاً, أمر رهباننا أن ينشدوا ترنيمة
ليخمدوا غضب هذا الشبح المزعج.ـ
مرة أخرى, سادتي, باشروا. [يرسم البابا إشارة الصليب على نفسه]
فاوستس: لماذا الآن؟
أيجب مع كل لقمة أن يرسم إشارة الصليب؟
حسناً, لا تستخدم هذه الخدعة مرة أخرى. أريد أن أنصحك. [يرسم إشارة الصليب ثانية.]
حسناً, هذه هي المرة الثانية؛ احذر الثالثة:
أعطيك تحذير لطيفاً. [ يرسم إشارة الصليب ثانية ]
كلا, إذاً, خذ هذه! [يلكمه فاوستس على أذنه.]
البابا: أوه, لقد ذُبحت! ساعدوني, يا سادتي النبلاء؛
أوه, تعالوا و احملوا جسدي حالاً.
ملعونة إلى الأبد هذه الروح على هذا العمل. [يخرج البابا مع حاشيته]
ميفوستوفيليس: الآن, فاوستس, ماذا ستفعل الآن؟ لأنني أستطيع أن أخبرك
سوف تٌلعن بجرس, كتاب, و شمعدان.
فاوستس: جرس, كتاب, و شمعدان؛ شمعدان, كتاب, و جرس؛
إلى الأمام و إلى الخلف, ليُلعن فاوستس إلى الجحيم!
[ يدخل الرهبان, مع جرس, كتاب, و شمعدان, من أجل الترانيم ]
الراهب الأول: تعالوا, أيها الأخوة, دعونا نقوم بعملنا بإخلاص. [أنشدوا هذه.]
ملعون ذلك الذي يسرق لحمة قداسته من على طاولته.
لعنه الله!
ملعون ذلك الذي يضرب قداسته كف على الوجه
لعنه الله!
ملعون ذلك الذي يضرب الراهب سانديلو بضربة على الرأس.
لعنه الله!
ملعون ذلك الذي يعكر صفو ترنيماتنا المقدسة.
لعنه الله!
ملعون ذلك الذي يأخذ خمر قداسته.
لعنه الله!
وكل القديسين! آمين.
[ فاوستس و ميفوستوفيليس يضربان الرهبان و يقذفان الألعاب النارية بينهم, و هكذا يخرجان]