ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﻮﻫﺒﺔ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻯ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻗﺪ
ﺗﻜﻮﻥ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ
ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻓﻄﺮﻯ ﻻ
ﺇﺭﺍﺩﻯ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ
ﻳﻤﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ. ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻢ
ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﻮﺍﺕ
ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ.
ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﺪﺱ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﺃﻭ
ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﺣﺪﺳﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ
ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﺑﺬﺑﺔ:
-1 ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺬﺍﺕ
ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺟﺪﻳﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻓﻬﻲ
ﺍﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺇﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻄﺮ ﻟﻚ
ﺣﺪﺳﻴﺎ ﺍﻛﺘﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ
ﻓﻴﻪ ﺑﻞ ﺩﻉ ﺻﻮﺗﻚ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻚ ﻭﺿﻊ
ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻲ ﺣﺪﺳﻚ )ﺻﻮﺗﻚ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ (
ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ:
ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﻣﺪﺭﻙ ﻟﻤﻮﺍﻫﺒﻲ
ﻭﻛﻔﺎﺀﺗﻲ؟ ﺃﻡ ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﻏﺮﻳﺐ
ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ؟
ﻫﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ؟
ﻫﻞ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ؟
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﺗﻤﺮﻳﻦ
ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﻄﻌﺖ
ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺤﺪﺳﻚ ﺍﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ
ﺗﻤﺮﻳﻦ
-2 ﺍﺧﺘﺒﺮ ﺣﺪﺳﻚ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺷﺨﺼﺎ ﻷﻭﻝ
ﻣﺮﺓ ﺣﺎﻭﻝ ﺭﺳﻢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ
ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ ﺑﻤﺎ ﺗﺒﺪﻳﻪ ﻟﻚ
ﺑﺪﻳﻬﺘﻚ، ﻭﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻗﺎﺭﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻴﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ.
-3 ﻻ ﺗﺘﺴﺮﻉ
ﻭﺧﺬ ﻭﻗﺘﻚ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ
ﺣﺎﺳﺘﻚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻬﺎ. ﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ
ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ
ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺪﺳﻚ ﻣﻊ ﺗﺤﻜﻴﻢ
ﻋﻘﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ،
ﻭﺟﺮﺏ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﺜﻞ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ
ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
-4 ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ
ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ
ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺭﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻟﻼﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ، ﺍﺟﻠﺲ
ﻫﻨﺎﻙ 20 ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ
ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﺗﺎﻡ، ﻭﺍﻏﻤﺾ
ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﻠﺘﻘﻄﻪ
ﺣﻮﺍﺳﻚ ﻣﺜﻞ ﺃﺻﻮﺍﺕ
ﻭﺭﻭﺍﺋﺢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ،
ﺇﺣﺴﺎﺳﻚ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻭﻫﻲ
ﺗﻼﻣﺲ ﻗﺪﻣﻴﻚ، ﻭﺗﺠﺎﻫﻞ
ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺛﻚ ﺑﻪ ﻋﻘﻠﻚ
ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ.
-5 ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ
ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻫﻲ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻓﻬﻲ
ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﻪ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ
ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﻲ
ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:
ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻳﺴﺎﻋﺪﺍﻥ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ.
-6 ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻵﺧﺮ
ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺻﻮﺭﺗﻴﻦ ﻻ
ﺗﻌﺮﻓﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ ﻭﺣﺎﻭﻝ
ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻭﺗﺼﻔﻬﻤﺎ ﺣﺴﺐ
ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻧﻔﺘﺢ ﺟﻴﺪﺍ ﺇﻟﻲ
ﺣﺪﺳﻚ )ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ (
ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﺗﺰﻳﺪ ﻭﺗﻨﻘﺺ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ
ﺑﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺧﺎﺻﺔ
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎ
ﻋﻴﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﻃﺐ ﻭﺟﺮﺍﺣﺔ
ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻋﻀﻮ ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﺍﻟﺨﻤﺲ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮ
ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺬﻭﻕ ﻭﺍﻟﻠﻤﺲ
ﻭﺍﻟﺸﻢ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻧﺼﺒﺢ ﺷﺒﻴﻬﻴﻦ
ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺿﺮﺍ
ﺃﻭ ﺗﺴﻌﻲ ﻟﻨﻔﻊ. ﺗﻠﻚ ﻫﻲ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﺍﻟﺨﻤﺲ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﻓﻴﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ
ﺍﻟﻔﺬ ﺃﻭ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻭﺧﻮﺍﻃﺮﻫﻢ.
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺃﻣﺮﺍً ﻋﺠﻴﺒﺎً
ﻳﺒﺎﻏﺘﻨﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﻌﺮﺽ
ﻟﻠﺨﻄﺮ، ﻭﻫﻮ ﻇﻬﻮﺭ ﻓﺠﺎﺋﻲ
ﻟﻘﻮﺓ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﺗﻘﺬﻑ ﺑﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً
ﻋﻦ ﻣﻜﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ، ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ
ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺪﻟﻮﻻً ﺛﺎﺑﺘﺎً ﺃﻻ ﻭﻫﻮ
ﺃﻥ ﺑﺪﺍﺧﻠﻨﺎ ﻗﻮﺓ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻻ
ﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻄﺮ. ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﻂ ﻭﺗﺨﻤﺪ
ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ.
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﻣﻦ
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻛﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ
ﻭﻋﻠﻢ )ﺍﻟﺘﻠﺒﺎﺛﻲ (، ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ
ﻟﻤﻦ ﺗﺤﺐ ﻭﻣﺒﺎﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ
ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ، ﻭﻟﺬﺍ ﻧﻘﻮﻝ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ: )ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ
ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ( ﻭ )ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻟﻠﻘﻠﺐ ﺭﺳﻮﻝ ( ﻭﻟﻮ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ
ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﺘﻼﻗﻲ
ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ.
ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ »ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ «: »ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ
ﺟﻨﻮﺩ ﻣﺠﻨﺪﺓ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﺭﻑ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﺋﺘﻠﻒ، ﻭﻣﺎ ﺗﻨﺎﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﺧﺘﻠﻒ « ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﺗﻌﻠﻤﻰ
ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﻭﻋﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ
ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻳﺆﻛﺪ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎ ﻋﻴﺪ
ﻟﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺇﻟﻰ
ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻋﻈﻤﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﺣﺪ
ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: )ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ:
ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ﻟﻲ ﻭﻟﻴﺎً ﻓﻘﺪ
ﺁﺫﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺮﺏ
ﺇﻟﻲ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﺸﻲﺀ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ
ﻣﻤﺎ ﺍﻓﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﺎ
ﻳﺰﺍﻝ ﻋﺒﺪﻱ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻲ
ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺒﻪ، ﻓﺈﺫﺍ
ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ: ﻛﻨﺖ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ، ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻪ، ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻄﺶ
ﺑﻬﺎ، ﻭﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ،
ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻷﻋﻄﻴﻨَّﻪ، ﻭﻟﺌﻦ
ﺍﺳﺘﻌﺎﺫﻧﻲ ﻷﻋﻴﺬﻧَّﻪ (.
ﻭﻋﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎ
ﺇﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺪﻳﻬﻢ
ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﺗﻘﻮﻟﻪ »ﺟﻴﺮﺗﺮﻭﺩ ﺷﻤﻴﺪﻟﺮ «
ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ
ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ، ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﻠﺼﺖ
ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ ﺃﻥ
ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ
ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺗﺨﻤﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﺃﻭ
ﺍﺳﺘﺒﺼﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ
ﺑﺂﺧﺮ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ.
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ
ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺤﺎﺩﺙ ﺧﻄﻴﺮ
ﺃﻭ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺣﺘﻰ
ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻕ
ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺻﺪﻳﻖ
ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻚ ﻣﻨﺬ ﺃﻣﺪ
ﻃﻮﻳﻞ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ
ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﺪﺳﻚ، ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ
ﺷﺨﺺ ﻭﺳﻴﻢ ﻟﺒﻖ ﺭﻗﻴﻖ،
ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺡ ﺇﻟﻴﻪ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺗﺤﺲ
ﺑﻬﺎﺟﺲ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﺼﺪﺭﻩ،
ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻟﻪ ﺳﺒﺒﺎً ﻳﻨﻔﺮﻙ
ﻣﻨﻪ، ﺃﻭ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﺎﺗﻒ ﻣﻦ
ﺃﻋﻤﺎﻗﻚ ﻳﻄﺎﻟﺒﻚ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﺠﻨﺒﻪ
ﻭﺗﺘﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﺷﺮﺍً ﻣﺮﺗﻘﺒﺎً،
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻃﺪﺕ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺑﻪ
ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻟﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺻﺪﻕ
ﺇﺣﺴﺎﺳﻚ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺬﺭﻙ
ﻣﻦ ﺻﺪﺍﻗﺘﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً
ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﺪﺱ
ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﺒﺼﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ.
ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺣﺴﻲ ﺻﺎﻓﻴﺔ،
ﻣﺒﻌﺜﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ،
ﺃﻗﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪﻡ
ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺷﻰﺀ
ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭ، ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ
ﺳﺒﺐ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ.
ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺗﻨﺸﻂ ﻭﺗﺨﺒﻮ
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺗﻨﺸﻂ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً
ﻭﺗﺨﺒﻮ ﻭﺗﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺨﻤﻮﻝ
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ
ﺃﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ
ﺍﻟﺤﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻭﻓﻖ
ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻤﺤﻴﻂ ﻧﻔﺴﻲ ﺁﺧﺮ
ﻗﻮﺍﻣﻪ: ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﻭﻫﺪﻭﺀ
ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ، ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ،
ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺣﺘﻰ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺤﺎﺳﺔ
ﺳﺎﺩﺳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻻﺑﺪ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ
ﺷﺮﻁ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻳﺘﻴﺢ
ﻟﺤﺎﺳﺘﻬﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ
ﺩﻭﻥ ﺗﺸﻮﻳﺶ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ
ﻫﻮ ﺗﻮﻓﺮ ﺣﺪ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ
ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ
ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ.
ﻣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻯ؟ ﻭﻣﺘﻰ ﺗﻀﻌﻒ؟
ﻭﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺴﻘﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻛﺎﻟﻴﻔﻮﺭﻧﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺮﻳﺖ
ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ
ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺣﺴﻴﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ، ﻛﻤﺎ
ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ،
ﺃﻭ ﻳﺤﺲ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ، ﺑﻞ
ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ، ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ
ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ
ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻓﻴﻮﺣﻮﻥ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﻮﻙ
ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ
ﺍﻟﺨﺎﻃﺮﻱ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﺍﻟﺒﺤﺖ، ﻛﻤﺎ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ
ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﻕ ﺑﻬﻢ.
ﻭﺃﺑﺴﻂ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺭﻃﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺄﺯﻕ
ﺧﻄﻴﺮ ﺃﻭ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ
ﺃﻭ ﺗﻨﺘﺎﺑﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻵﻻﻡ،
ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻗﺪ
ﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺑﻬﻢ
ﻭﻳﺴﺘﺤﻀﺮﻭﻧﻬﻢ ﻓﻲ
ﻣﺨﻴﻼﺗﻬﻢ، ﻳﺸﻌﺮ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ ﺑﻐﺼﺔ، ﺃﻭ ﺗﻄﺮﺃ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻋﻀﻮﻳﺔ
ﻛﺨﻔﻘﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺭﻓﻴﻒ
ﺍﻟﺠﻔﻮﻥ، ﻭﺍﻻﻧﻘﺒﺎﺽ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺎﺭﺣﻮﻥ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻬﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ
ﺑﻤﺨﺎﻭﻓﻬﻢ، ﻭﺑﺄﻧﻬﻢ
ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺧﻄﺮﺍً ﻳﺤﻴﻂ
ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻭﻟﻌﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﺼﺔ »ﺍﻟﺸﺮﻗﺔ «
ﻭﺭﻓﻴﻒ ﺍﻟﺠﻔﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻳﺮ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ
ﻗﺪﻳﻢ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ،
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻰﺀ ﻓﻲ
ﺟﻤﻠﺘﻪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﺜﻴﺮﺍً ﻟﻠﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﻨﺪ
ﻏﻴﺮﻩ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺑﻬﺎ ﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺣﺴﻴﺔ
ﻳﺴﺘﺒﺼﺮﻫﺎ. ﻭﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﺳﺎﻝ ﺃﻭ
ﺍﻹﻳﺤﺎﺀ، ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ
ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﻭﻫﻴﺎﺟﻪ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ،
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ
ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺼﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﺭﺍﻗﺪﺍً ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ
ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﻫﺪﻭﺀ
ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ.
ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻟﻴﺴﺖ
ﺛﺎﺑﺘﺔ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﺍﻟﺨﻤﺲ
ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺎﺳﺔ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ
ﺗﺤﻀﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺗﻐﻴﺐ ﺃﻳﺎﻣﺎً -
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ
ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ، ﺃﻣﺜﺎﻝ: ﻫﻴﺰﻛﺲ،
ﻭﺟﻴﻦ ﺩﻳﻜﺴﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻴﻜﺲ،
ﺗﺎﻧﻮﺱ، ﻭﻫﻴﻠﻴﻦ ﻫﻴﻞ،
ﻭﺑﻮﻝ ﺯﻳﻔﻴﻦ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
ﻣﻤﻦ ﺧﻀﻌﻮﺍ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.
ﻭﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ
ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ
ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻛﺴﻔﻮﺭﻭﺩ
ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺘﺎﻣﺔ
ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻭﺗﺤﺠﺐ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻻﺳﺘﺒﺼﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ
ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ، ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻓﺮﻳﻘﺎً
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺠﻠﻮﻥ ﺳﻴﻼً ﻻ
ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺼﺎﺭ
ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ، ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺎﺩ
ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ، ﻭﺍﺗﻀﺢ ﺑﻌﺪ
ﻓﺤﺺ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺔ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ
ﻣﻨﻬﻢ، ﺃﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً
ﻳﺸﺘﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ
ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻤﻴﺰﺓ، ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-1 ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
-2 ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ.
-3 ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ.
-4 ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
-5 ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻨﺒﺴﻄﺔ.
-6 ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ.
-7 ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺩﻣﺎﺛﺔ
ﺍﻟﺨﻠﻖ.