المشهد الخامس عشر
[ يدخل فاوستس و تاجر الخيل ]
تاجر الخيل: أتوسل إلى حضرتك, أن تقبل هذه الدولارات الأربعين.
فاوستس: أيها الصديق, لا يمكنك أن تشتري حصاناً جيداً مثل هذا بمثل هذا الثمن البخس. ليس لدي حاجة ملحة لأبيعه؛ لكن إذا أحببت أن تدفع عشرة دولارات زيادة, خذه, لأنني أرى أن لديك رغبة كبيرة به.
تاجر الخيل: أتوسل إليك, سيدي, اقبل بهذا. أنا رجل فقير جداً و قد خسرت الكثير مؤخراً بلحم الأحصنة, و هذه الصفقة سوف تحسن وضعي ثانية.
فاوستس: حسناً, لن أتجادل معك؛ أعطني النقود. الآن, يا صاح, يجب أن أخبرك بأنه يمكنك أن تمتطيه فوق الحواجز و الخنادق و لا تترفق به؛ لكن, هل تسمع؟ في كل الأحوال لا تمتطيه في الماء.
تاجر الخيل: كيف, يا سيدي, ليس في الماء؟ لماذا, ألن يشرب الماء أبداً؟
فاوستس: بلى, هو سوف يشرب الماء. لكن لا تمتطه في الماء؛ فوق الحواجز و الخنادق, أو أينما شئت, لكن ليس في الماء. اذهب, و أمر السائس أن ينقله إليك؛ و تذكر ما أقول.
تاجر الخيل: أنا أضمن ذلك لك, سيدي, يا له من يوم جميل! الآن أنا إنسان خُلق للأبد. [ يخرج ]
فاوستس: أنت ماذا, فاوستس, فقط إنسان حُكم عليه بالموت؟
ساعتك المحتومة تتقدم نحو النهاية؛
اليأس أدخل الشك إلى أفكاري.
لأبدد هذه الانفعالات بنوم هادئ.
هراء, المسيح دعا للص على الصليب؛
إذاً ارتح أنت, فاوستس, تبختر بخيلاء. [ يجلس لينام ]
[ يدخل تاجر الخيل, مبلل. ]
تاجر الخيل: أوه, أي دكتور مخادع كان هذا! أنا, أمتطي حصاني في الماء, معتقداً أن هناك سراً غامضاً مخبئ في الحصان, لا أجد تحتي أي شيء فقط قشة صغيرة و باهتياج كبير أنجو من الغرق. حسناً, سوف أذهب لأوقظه و أجعله يعيد إلي دولاراتي الأربعين ثانية. هيه, يا دكتور, أيها المخادع الجرب! أيها السيد الدكتور. استيقظ, و انهض, و أعد إلي مالي ثانية, لأن حصانك تحول إلى حزمة من التبن. أيها السيد الدكتور! [ يفسخ ساقيه ]
واحسرتاه, لقد أُفسدت! ماذا سأفعل؟ لقد فسخت ساقه.
فاوستس: أوه, النجدة, النجدة! الأحمق قتلني.
تاجر الخيل: قتلت أو لم أقتل, الآن لديه قدم واحدة فقط سوف أسبقه و أرمي ساقه في أحد الخنادق أو أي مكان آخر.
[ يخرج ]

فاوستس: أوقفوه, أوقفوه, أوقفوه!_ ها, ها, ها! فاوستس استعاد ساقه ثانية, و لتاجر الخيل حزمة من القش مقابل دولاراته الأربعين.
[ يدخل فاغنر ]
الآن, فاغنر, ماذا لديك من أخبار؟
فاغنر: إذا كان يسعدك, دوق فانهولت يطلب مرافقتك بجدية و قد أرسل بعض رجاله لتزويدك بما يفيدك في رحلتك.
فاوستس: دوق فانهولت سيد نبيل و لطيف, و واحد ممن لا يجب أن أكون بخيلاً معهم بمكري. هيا ابتعد!
[ يخرج ]


المشهد السادس عشر
[ يدخل المهرج ( روبن ), ديك, تاجر الخيل, و سائق العربة.]
سائق العربة: هيا, سادتي, سوف آخذكم إلى حيث توجد أفضل جعة في أوروبا. أي, مضيفة! أين هم بنات الهوى أولائك؟
[ تدخل غانية ]
الغانية: الآن, إلى ماذا ينقصكم؟ ماذا, ضيوفي القدامي, أهلاً.
روبن: ديك, هل تعرف لماذا أقف صامتاً هكذا؟
ديك: كلا, روبن, لماذا؟
روبن: لها في حسابي ثمانية عشر بنساً. لكن لا تقل شيئاً؛ انظر إن كانت قد نسيتني.
الغانية: من هو هذا الذي يقف وحده كئيباً هكذا؟ ماذا, ضيفي القديم!
روبن: أوه, أيتها البغي, كيف حالك؟ "أتمنى أن يكون حسابي لا زال قائماً.
الغانية: نعم, لا شك في هذا, لأنني أظن أنك لن تسرع لتمحوه.
ديك: إذاً, أيتها البغي, أقول, أحضري لنا بعض الجعة.
الغانية: سوف تحصلون عليها حالاً. انظروا إلى الصالة هناك, أوه! [ تخرج ]
ديك: هيا, أيها السادة, ماذا سنفعل إلى أن تعود البغي؟
سائق العربة: نمرح, سيدي, سوف أخبرك عن القصة الأشجع كيف خدمني المشعوذ. هل تعرف الدكتور فاوستر؟
تاجر الخيل: بلى, فلتأخذه مصيبة! هذا واحد هنا لديه سبب ليعرفه. هل آذاك أنت أيضاً؟
سائق العربة: سوف أخبرك كف خدمني. بينما كنت في طريقي إلى ويتنبرغ يوماً مع حمولة من القش, قابلني و سألني ماذا يجب عليه أن يعطيني مقابل ما يستطيع أن يأكل من القش. الآن, سيدي, أنا, فكرت أن القليل قد يصلح لعودته, ادعوه ليأخذ قدر ما يريد مقابل ثلاثة أشياء صغيرة. و هكذا أعطاني نقودي على الفور و أخذ يأكل؛ و, بما أنني رجل ملعون, لم يترك الطعام حتى أكل كل حمولة القش.
الكل: يا للهول, أكل كل حمولة التبن!
روبن: نعم, نعم, هذا ممكن, لأنني سمعت من أحدهم أنه أكل حمولة من جذوع الأشجار.
تاجر الخيل: الآن, أيها السادة, سوف تسمعون كيف خدمني بنذالة. ذهبت إليه أمس لأشتري منه حصاناً, و لم يشأ أن يبيعه بأقل من أربعين دولار. لهذا, سيدي, لأنني أعرف كونه حصاناً يجتاز الحواجز و الخنادق و لا يكلّ, أعطيته نقوده. لذلك, عندما أخذت فرسي, دكتور فاوستر عرض علي أن أمتطيه ليل نهار و لا أوفر وقتاً. "لكن" قال, " في كل الأحوال لا تمتطيه في الماء." الآن, سيدي, أنا, ظننت أن الحصان لديه مواصفات نادرة و هو لا يريدني أن أعرفها, ماذا يحصل عندما أمتطيه في نهر كبير؟ و عندما وصلت إلى المنتصف تلاشى حصاني, و أنا جلست على كومة من التبن.
الكل: أوه يا للدكتور الشجاع!
تاجر الخيل: لكنك سوف تسمع كيف قضيت عليه بشجاعة من أجل هذا. ذهبت إليه في منزله, و وجدته نائماً. و بقيت أصيح و أصرخ في أذنيه, لكن كل هذا لم يوقظه. أنا, رأيت, أن أمسكه و أجذبه من ساقه دون هوادة حتى انتزعت ساقه تماماً؛ و هي الآن في المنزل في ضيافتي.
ديك: إذاً لدى الدكتور ساق واحدة فقط؟ هذا ممتاز, لأن أحد شياطينه حولني إلى ما يشبه وجه القرد.
سائق العربة: مزيداً من الشراب, أيتها البغي!
روبن: أصغي, سوف نذهب إلى غرفة أخرى و نشرب قليلاً, ثم سوف نذهب في نطلب الدكتور. [ يخرج الجميع ]
المشهد السابع عشر
[ يدخل دوق فانهولت, و دوقته, فاوستس, و ميفوستوفيليس ]
الدوق: شكراً, أيها السيد الدكتور, على هذه المشاهد الرائعة. لا أعرف بما يجب أن أجزيك على كفاءتك العظيمة في إنشاء هذه القلعة الأخاذة في الهواء, المشهد أسرّني كثيراً, كما لم يسعدني شيء أكثر في العالم.
فاوستس: أظن نفسي, يا صاحب المقام الرفيع, كوفئت إلى أقصى حد بمجرد أنه أسعد فخامتك لظنك الحسن بما قدمه فاوستس. لكن, سيدتي الجليلة, ربما لم تجدي السرور بهذه المشاهد, لذلك أرجوك أخبريني بالشيء الذي ترغبين في الحصول عليه: و هو موجود في هذا العالم, سوف يكون لك. سمعت أن نساء ببطون منتفخة يتوقون لأشياء نادرة و لذيذة.
الدوقة: صحيح, أيها السيد الدكتور, و, بما أنني وجدتك لطيفاً, سوف أعلمك بما أرغب في الحصول عليه من قلبي؛ بما انه الآن صيف, بما أن كانون الثاني, وقت ميت من الشتاء, لا شيء أطلبه أفضل من طبق من العنب الناضج.
فاوستس: لكن هذه مسألة صغيرة. اذهب, ميفوستوفيليس,ابتعد! [ يخرج ميفوستوفيليس ]
سيدتي, سوف أفعل أكثر من هذا لأجل إرضاءك.
[ يدخل ميفوستوفيليس ثانية و معه العنب ]
هوذا, الآن تذوقي هذا؛ يجب أن يكون جيداً,
لأنهم آتون من بلد بعيد, أقول لك.
الدوق: هذا يجعلني أتعجب أكثر من أي شيء آخر,
حيث في هذا الوقت من السنة, كل الشجر
خال من ثماره, في المكان الذي حصلت عليه منه
على هذا العنب الناضج.
فاوستس: أتمنى أن يسعد ذلك فخامتك, السنة قسمت إلى دائرتين في كل العالم, لذلك, عندما يكون الشتاء عندنا, في الدائرة المقابلة يكون عندهم الصيف, كما في الهند, سابا, و مثل هذه البلدان التي تقع في الشرق البعيد, حيث تثمر الفواكه لديهم مرتين في العام. التي منها, بواسطة روح خاطفة لدي, أحضر لي العنب كما ترى.
الدوقة: و, ثق بي, هو أحلى عنب تذوقته أبداً. [ المهرجون يطرقون البوابة ]
الدوق: أي وقحين مزعجين لدينا عند البوابة؟
اذهب, و هدئ من غضبهم, اتركها مفتوحة,
ثم اسألهم عما يريدون.
[ يطرقون البوابة ثانية و يطلبون التحدث مع فاوستس. ]
الخادم: أي, الآن, أيها السادة, ما هذه الضجة هناك!
لماذا تزعجون الدوق؟
ديك: ليس لدينا سبب لهذا, لكنه تافه بالنسبة له!
الخادم: لماذا, أيها الأوغاد الوقحين, كيف تتجرأ لتكون بهذه الوقاحة ؟
تاجر الخيل: آمل, سيدي, أن يكون لدينا الفطنة الكافية لنكون أكثر وقاحة من الترحيب.
الخادم: يبدو ذلك: أرجوكم كونوا وقحين في مكان آخر,
و لا تزعجوا الدوق.
الدوق: ماذا كان لديهم؟
الخادم: الجميع يصرخ في الخارج يريدون التحدث مع الدكتور فاوستس.
سائق العربة: أجل, و سوف نتحدث معه.
الدوق: هل ستفعل, سيدي؟ أودع الأوغاد في السجن.
الخادم: يتصلون بنا! من الأفضل أن يتصل مع والده على أن يتصل معنا.
فاوستس: أتوسل لسموك, دعهم يدخلون؛
إنهم مادة جيدة للهو.
الدوق: افعل كما تشاء, فاوستس؛ أعطيك الإذن.
فاوستس: أشكر سموك.
[ يدخل المهرج روبن, ديك, سائق العربة, و تاجر الخيل. ]
لماذا, لماذا, الآن, أيها الأصدقاء الطيبون؟
بصراحة أنتم عنيفين؛ لكن اقتربوا,
أجد لكم الأعذار. أهلاً بكم جميعاً!
روبن: كلا, سيدي, سوف نُستقبل من أجل نقودنا, و سوف ندفع ثمن ما نأخذ. ماذا! ضع نصف دستة من الجعة لنا هنا, و لتشنق.
فاوستس: كلا, اسمع, هل يمكنك أن تخبرني أين أنت؟
سائق العربة: نعم, نمرح, يمكنني؛ نحن تحت السماء.
الخادم: نعم, لكن, سيدي الوقح, هل تعرف بأي مكان أنت؟
تاجر الخيل: نعم, نعم, المنزل جيد بما فيه الكفاية لنشرب فيه. تباً, اسكبوا لنا بعض الجعة, أو أننا سنكسر كل البراميل الموجودة في المنزل و نحطم أدمغتكم بزجاجاتكم.
فاوستس: لا تكن ثائراً هكذا؛ هيا, سوف تحصل على الجعة.
سيدي, أتوسل إليك أن تأذن لي بالمغادرة لبرهة؛
سوف أرهن بطاقة ائتماني. هذا سوف يرضي سموّك.
الدوق: من كل قلبي, أيها الدكتور اللطيف, أمتع نفسك؛
خدمنا و قصرنا تحت إمرتك.
فاوستس: بكل تواضع أشكر سموّك. إذاً اجلب بعض الجعة.
تاجر الخيل: أجل, لنمرح, هنا دكتور بحق يتحدث؛ و, وعد, سوف أشرب نخب ساقك الخشبية لأجل هذا الكلمة.
فاوستس: قدمي الخشبية! ماذا تقصد بهذا؟
سائق العربة: ها, ها, ها,! هل سمعته, ديك؟ لقد نسي ساقه.
تاجر الخيل: أجل, أجل, هو لم يتوقف كثيراً عند هذا.
فاوستس: كلا, صراحة, ليس كثيراً عند ساق خشبية.
سائق العربة: يا الله, هذا اللحم و الدم يجب أن يكون سهل الانقياد مع مقامك الرفيع! ألا تذكر تاجر خيل بعته خيلاً؟
فاوستس: نعم, أذكر أنني بعت أحدهم خيلاً.
سائق العربة: ألا تذكر أنك حذرته من أن يمتطيه في الماء؟
فاوستس: نعم, أذكر ذلك جيداً جداً.
سائق العربة: و ألا تذكر أي شيء عن ساقك؟
فاوستس: كلا, أصدقك القول.
سائق العربة: إذاً أرجو أن تتذكر انحناءك.
فاوستس: أشكرك, سيدي.
سائق العربة: هو لا يستحق الشيء الكثير. أرجوك أن تخبرني شيئاً واحداً فقط.
فاوستس: ما هو؟
سائق العربة: هل ترافقك ساقاك إلى فراشك كل ليلة؟
فاوستس: هل تود أن تصنع لي تمثالاً, لهذا تسألني كل هذه الأسئلة؟
سائق العربة: كلا, حقيقة, سيدي, لا أريد أن أصنع لك شيئاً؛ لكن أود أن أعرف ذلك بكل سرور.
[ تدخل الغانية و معها مشروب ]
فاوستس: إذاً أؤكد لك قطعاً كانوا معي.
سائق العربة: أشكرك, أنا راضٍ تماماً.
فاوستس: لكن لماذا تسأل؟
سائق العربة: لا لشيء, سيدي؛ لكن كنت أظن أنه يجب أن تكون إحدى ساقيك خشبية.
تاجر الخيل: لما, هل تسمع, سيدي, ألم انتزع أحد ساقيك عندما كنت نائماً؟
فاوستس: لقد حصلت عليها ثانية الآن أنا مستيقظ: انظر إلى هنا, سيدي.
الكل: أوه! هل للدكتور ثلاث سيقان؟
سائق العربة: هل تذكر, سيدي, كيف احتلت علي و أكلت حِملي من_ [ يسحره فاوستس فيخرس ]
ديك: هل تذكر كيف جعلتني أرتدي مثل قرد_ [ يسحره فاوستس فيخرس ]
تاجر الخيل: أيها الحقير يا ابن الزانية, هل تتذكر كيف خدعتني بـ _ [ يسحره فاوستس فيخرس ]
روبن: هل نسيتني؟ لقد فكرت في أن تحمله بعيداً معك ( 'hey-pass' and 're-pass' ). هل تتذكر الـ ـ ـ ـ للكلب
[ يسحره فاوستس فيخرس ]
[ يخرج المهرجون ]

الغانية: من يدفع ثمن المشروب؟ اسمع, أيها السيد الدكتور, الآن أنت طردت ضيوفي, من أرجو ليدفع لي _
[ يسحرها فاوستس فتخرس ]
[ تخرج الغانية ]

الدوقة: سيدي,
نحن ممتنون جداً لهذا الرجل المتنور.
الدوق: نحن كذلك, سيدتي, سوف نكافئه
بكل الحب و العطف الذي لدينا.
ألعابه السحرية تُذهب الأفكار الحزينة بعيداً. [ يخرج ]




المشهد الثامن عشر
رعد و برق. يدخل شياطين متغطين بأطباق. ميفوستوفيليس يقودهم إلى غرفة درس فاوستس . ثم يدخل فاغنر.

فاغنر: أظن سيدي يعني الموت باختصار:
لقد نفذ وصيته و أعطاني ثروته,
منزله, بضائعه, و مخزن من الأطباق الذهبية,
إلى جانب ألفين من القطع النقدية الجاهزة.
أتعجب ماذا يقصد. إذا كان الموت قريباً,
سوف لن يقيم مأدبة و احتفالاً صاخباً و شراب
بين الطلاب, كما يفعل الآن,
مثل أصحاب البطون الذين على العشاء
كما لم يبصر فاغنر في حياته.
انظر من أين أتوا؛ كما لو أن الحفل قد انتهى. [ يخرج ]
[ يدخل فاوستس, ميفوستوفيليس, و طالبين أو ثلاثة ]
الطالب الأول: السيد الدكتور فاوستس, منذ اجتماعنا عن السيدات الجميلات, الذي كان الأجمل في كل العالم, قررنا فيما بيننا أن هيلين الإغريقية هي السيدة الأكثر روعة عاشت على الإطلاق. لذلك, سيدي الدكتور, لو أنك تتفضل علينا, كأن تدعنا نرى هذه السيدة الإغريقية الفذة, سيدة الإغريق التي أُعجب بها العالم بأسره لعظمتها, و سوف نكون ممتنين لك على هذا.
فاوستس: أيها السادة,
لأنني أعلم أن صداقتكم صادقة,
وليس من عادة فاوستس أن ينسى
المطالب العادلة لهؤلاء الذين يتمنون له الخير,
سوف ترون تلك السيدة الإغريقية الفريدة,
ليس هناك طريقة أخرى أفخم و أعظم
ثم عندما عبر السيد باريس معها البحار
و جلب الغنائم إلى داردانيا الثرية.
اصمت, إذاً, لأن الهلاك في الكلمات.
[ أصوات موسيقى. ميفوستوفيليس يحضر هيلين؛ تمر عبر المسرح.]
الطالب الثاني: شهادتي متواضعة جداً للإشادة بها
التي أثارت إعجاب العالم بعظمتها.
الطالب الثالث: لا عجب أن الإغريقيين الغاضبين قاموا بالمطاردة
لعشر سنين من الحرب من أجل ملكة مخطوفة كهذه,
صاحبة الجمال السماوي الذي فاق أي مقارنة.
الطالب الأول: منذ أن رأينا أفعال الغرور الفطري
و المثال الوحيد للكمال,
دعونا نفترق, و لأجل هذا العمل البهي
ليسعد و يبارك فاوستس أكثر و أكثر.
فاوستس: أيها السادة, إلى اللقاء؛ أتمنى لكم المثل. [ يخرج الطلاب ]
[ يدخل رجل طاعن في السن ]
الرجل العجوز: العزيز فاوستس, دع هذا الفن الملعون,
هذا السحر, الذي سيقود روحك إلى الجحيم
و يحرمك نهائياً من الخلاص.
رغم أنك الآن آثم كإنسان
لا تثابر عليه كالشيطان.
حتى, حتى, لو كان لديك روح ودودة,
إذا كبرت الخطيئة كعادة و ليس حسب الفطرة:
إذاً, فاوستس, التوبة سوف تأتي متأخرة جداً,
إذاً أنت محروم من النظر إلى الفردوس؛
ليس هناك مخلوق يمكن أن يشرح آلام الجحيم.
ربما عظتي هذه
تبدو قاسية و غير سارة؛ لا تدعها كذلك,
لأن, أيها الابن العزيز, لا أقول هذا عن غضب
أو عن حسد, و لكن من حب خالص
و شفقة على مستقبلك البائس؛
و لدي أمل أن هذا اللوم اللطيف,
حفظ بدنك, ممكن أن يصلح روحك.
فاوستس: أين أنت, فاوستس؟ أيها البائس, ماذا فعلت؟
ملعون أنت, فاوستس, ملعون؛ أقنط و ميت! [ يعطيه ميفوستوفيليس خنجر ]
جهنم تطالب بحقها و بصوت هادر
تقول, "فاوستس؛ تعال, قد حانت ساعتك"؛
و سوف يحضر فاوستس ليقدم لك حقك. [ فاوستس يتهيأ ليستخدم الخنجر.]
الرجل العجوز: أوه, انتظر, فاوستس الطيب, أوقف خطواتك البائسة!
أرى ملاكاً يحوم فوق رأسك
ومعه دورق مليء بنعم إلهية نفيسة
عروض مماثلة تنهمر على روحك:
إذاً ادع من أجل الرحمة, و ابتعد عن القنوط.
فاوستس: يا صديقي, أشعر
لتريح كلماتك روحي الكربة.
دعني لفترة أتأمل في ذنوبي.
الرجل العجوز: فاوستس, أنا أتركك, لكن الحزن يملأ قلبي,
خوفاً من عدو روحك سيئة الحظ. [ يخرج ]
فاوستس: أيها الملعون فاوستس, أين هي الرحمة الآن؟
أنا أتوب, و لا زلت يائساً؛
جهنم تقاوم بقوة لتنتصر في صدري.
ماذا يجب علي أن أفعل لأتجنب أحابيل الموت؟
ميفوستوفيليس: أيها الخائن, فاوستس, أقبض على روحك
لعصيانك سيدي الملك:
تمرد, أو سوف أمزق لحمك إرباً إرباً.
فاوستس: لقد تبت لطالما أغضبته.
ميفوستوفيليس العزيز, توسل إلى سيدك
ليعذر وقاحتي الجائرة,
و سوف أؤكد بدمي مرة ثانية
تعهدي الأول الذي قدمته للوسيفير.
ميفوستوفيليس: افعلها, إذاً, فاوستس, بقلب صادق,
خشية حصول مخاطر أعظم جراء انحرافك.
فاوستس: العذاب, صديقي العزيز, هو الأساس و رجل مسن
الذي تجرأ أن يقنعني بالابتعاد عن لوسيفيرك,
بالعذاب الأعظم الذي تمنحه لنا جهنم.
ميفوستوفيليس: إيمانه عظيم؛ لا أستطيع أن ألمس روحه؛
لكن ما أستطيعه هو أن أعذب جسده
سوف أحاول, ذلك لا يستحق الكثير.
فاوستس: شيء واحد, أيها الخادم الطيب, دعني ألتمس منك
أن تملأ قلبي بالرغبات:
التي يمكن أن أحملها لخليلتي
المقدسة هيلين التي رأيتها مؤخراً,
جمالها الأخاذ ربما ينقيني
هذه الأفكار التي أبعدتني عن عهدي,
من أن أحفظ وعدي الذي قطعته للوسيفير.
ميفوستوفيليس: هذا أو أي شيء آخر سوف يرغبه فاوستس
سوف ينفذ في طرفة عين.
[ تدخل هيلين ثانية, تمر من فوق و بين كيوبيدين. ]
فاوستس: أكان هذا هو الوجه الذي أطلق ألف سفينة
و أحرق أبراج إليوم المكشوفة؟
أيتها الجميلة هيلين, اجعليني خالداً بقبلة.
شفتاها امتصت زبد روحي: انظر أين تهرب!
هيا, هيلين, هيا, أعيدي لي روحي ثانية.
هنا سوف أعيش, لأن الفردوس في هاتين الشفتين,
حثالة كل ما هو ليس هيلينا.
[ يدخل الرجل العجوز ]
سوف أكون باريس, و من أجل حبك
بدلاً من طروادة ويتنبرغ سوف تنهب
و سوف أبارز ميلينوس الضعيف
و أضع ألوانك على ريشة خوذتي,
أجل, سوف أجرح أخيل في كعب قدمه
ثم أعود إلى هيلين من أجل قبلة.
أوه, أنت ألطف من النسمات الليلية
مكسوة بجمال آلاف النجوم,
براقة أنت أكثر من لهيب جوبيتر
عندما ظهر لسيئة الحظ سيميلي,
أحب من مملكة السماء
في يدي العابث آرثوزا الزرقاء,
و لا أحد أنت فقط ستكونين خليلتي. [ يخرج فاوستس, هيلين, و الكيوبيدين ].
الرجل العجوز: فاوستس الملعون, رجل بائس,
من روحك حُرمت من نعيم الفردوس
و ضيعت مجلس عرشه العادل!
[ يدخل الشياطين. ]
إبليس بدأ ينخَّل لي بخيلائه:
كما في هذا التنور الله سوف يجرب إيماني,
إيماني, جهنم الحقيرة, سوف تنتصر عليك.
عفاريت ذات شأن كبير, انظر إلى السماوات كيف تبتسم
من خيبتك و تسخر من حالك بازدراء!
بعيداًعن, جهنم! إلى البعيد أطير إلى ربي. [ يخرج ]

المشهد التاسع عشر
[ رعد. يدخل لوسيفير, بعل زبول, و ميفوستوفيليس ]
[ فوق ]
لوسيفير: هكذا من بلوتو اللعين نرتقي العرش
لنرى رعية مملكتنا,
هذه الأرواح التي تضمن خطاياها أولاد جهنم السود,
بينهم كرئيس, فاوستس, نحن جئنا إليك,
حاملين معنا اللعنة الأبدية
لتنتظر صعود روحك, حان الوقت
الذي يجعلك تفقدها.
ميفوستوفيليس: و هذه الليلة الكئيبة
هنا في هذه الغرفة سيكون فاوستس البائس.
بعل زبول: و هنا سوف نبقى
لنراه كيف سيهين نفسه.
ميفوستوفيليس: كيف سيصبح مجرد مختل بائس؟
مغرم بحب الدنيا, الآن دماء قلبه تجف من الحزن,
ضميره الذي قتله, و نتاج عقله
صنع عالماً خيالياً عديم النفع
ليتفوق على الشيطان؛ لكن كله ذهب سدى:
مخزن مسراته يجب أن يُتبل بالألم.
هو و خادمه فاغنر في متناول اليد,
كلاهما جاءا من رسم إرادة فاوستس الأخيرة.
انظروا ها هما قادمان.
[ يدخل فاوستس و فاغنر ]
فاوستس: تكلم, فاغنر, أنت تمعنت في وصيتي:
كيف وجدتها؟
فاغنر: سيدي, مدهشة جداً
كما في كل مهمة محترمة قمت بها
حياتي و خدماتي الأبدية لمحبتك.
[ يدخل الطلاب ]
فاوستس: شكراً, فاغنر. أهلاً و سهلاً, أيها السادة. [ يخرج فاغنر ]
الطالب الأول: الآن, الفاضل فاوستس, أظن أن محياك تغير.
فاوستس: آه, أيها السادة!
الطالب الثاني: ما الذي يؤلم فاوستس؟
فاوستس: آه, يا رفيق غرفتي العزيز, أقمت معك, لا زلت أقيم, لكن الآن يجب أن أموت إلى الأبد. انظروا, أيها السادة, هو لا يأتي؟ هو لا يأتي؟
الطالب الأول: أوه عزيزي فاوستس, ما مضمون هذه المخاوف؟
الطالب الثاني: هل تحولت كل مسراتنا إلى غم؟
الطالب الثالث: هو لن يكون بخير كونه منزوي.
الطالب الثاني: إن كان كذلك, سوف نحضر أطباء, و سيشفى فاوستس.
الطالب الثالث: إنها مجرد تخمة, سيدي؛ لا تخشى شيئاً.
فاوستس: تخمة من الذنوب القاتلة, التي أحلّت اللعنة على الجسد و الروح.
الطالب الثاني:إذاً, فاوستس, انظر فوق إلى السماء و تذكر رحمة الله اللا منتهية.
فاوستس: لكن إثم فاوستس لا يمكن أن يُغفر: الأفعى التي أغوت حواء ممكن تنجو, لكن ليس فاوستس. آه, أيها السادة, اسمعوني بصبر, و لا ترتعشوا من كلماتي. مع أن قلبي يلهث و يختلج عندما أتذكر أنني كنت طالباً هنا لثلاثين سنة, أوه, تمنيت لو أنني لم أر ويتنبرغ, لم أقرأ كتاباً! و ما فعلت من عجائب كل ألمانيا تستطيع أن تشهد, نعم, كل العالم, التي من أجلها فقد فاوستس ألمانيا و العالم, نعم, الفردوس نفسها- الفردوس, مجلس الله, عرش المباركين, مملكة الملذات – و يجب أن أخلد في جهنم إلى الأبد. الجحيم, آه, الجحيم إلى الأبد! أصدقائي الأعزاء, ماذا سيحل بفاوستس, كونه خالداً في جهنم؟
الطالب الثالث: إذاً, فاوستس, ادع الله.
فاوستس: أدعو الله, الذي أنكره فاوستس؟ أدعو الله, الذي سبه فاوستس؟ آه, يا إلهي, أود أن أبكي, لكن الشيطان يقتصد دموعي. يتفجر زبد الدم, بدلاً من الدموع, نعم, الحياة و الروح! أوه, لقد أبقى لساني! أود أن أرفع يدي إلى الأعلى, لكن انظروا, لقد أمسكوا بهما, لقد أمسكوا بهما.
الكل: من, فاوستس؟
فاوستس: إذاً, لوسيفير و ميفوستوفيليس. آه, أيها السادة, أنا أعطيتهم روحي مقابل احتيالي.
الكل: الله يحرَّم!
فاوستس: حرَّمه الله, حقاً؛ لكن فاوستس قام به. من أجل السعادة الزائفة لأربع و عشرين سنة ضيع فاوستس المتعة الأبدية و الهناء. كتبت لهم صك بدمي: الموعد اقترب, حان الوقت, و هو سوف يجلبني.
الطالب الأول: لماذا لم يخبرنا بهذا من قبل فاوستس, لكان الكهنة صلوا من أجلك؟
فاوستس: دائماً فكرت في أن أفعل هذا؛ لكن الشيطان هددني بأنه سوف يمزقني إرباً إن أنا سميت الله, ليحضرني جسداً و روحاً إن أنا أعطيت أذني لله و لو لمرة واحدة؛ و الآن تأخر الوقت كثيراً جداً. أيها السادة, ابتعدوا, خشية أن تهلكوا معي!
الطالب الثاني: أوه, ماذا يمكننا أن نفعل لننقذ فاوستس؟
فاوستس: لا تتحدثوا عني, فقط أنقذوا أنفسكم و غادروا.
الطالب الثالث: الله سوف يعطيني القوة. سوف أبقى مع فاوستس.
الطالب الأول: لا تخدع الله, صديقي العزيز؛ لكن دعونا نذهب إلى الغرفة المجاورة و هناك نصلي لأجله.
فاوستس: أجل, صلوا لأجلي, صلوا لأجلي؛ و, مهما كان الصوت الذي تسمعونه, لا تأتوا إلي, لأنه لا شيء يمكنه أن يخلصني.
الطالب الثاني: صلي أنت, و نحن سنصلي, ربما ينزل الله رحمته عليك.
فاوستس: أيها السادة, الوداع. إن أنا بقيت حياً حتى الصباح, سوف أزوركم؛ إن لم يكن, يكون فاوستس قد ذهب إلى الجحيم.
الكل: فاوستس, الوداع. [ يخرج الطلاب ]
ميفوستوفيليس: نعم, فاوستس, الآن ليس لديك أمل بالجنة؛
لذلك اقطع الرجاء, فكر فقط بجهنم,
لأنها يجب أن تكون منزلك, لتعيش هناك.
فاوستس: أوه أنت أيها الشيطان الفاتن, كان ذاك إغواءك
الذي سلبني السعادة الأبدية.
ميفوستوفيليس: أنا أعترف به, فاوستس, و أطير فرحاً.
كان هذا أنا, عندما كنت أنت في طريقك إلى الجنة,
سددت طريقك؛ عندما أخذت الكتاب
لترى الأناجيل, ثم قلبتُ الصفحات
و حوَّلت عينك.
ماذا, أتبكي؟ تأخر الوقت كثيراً, لا أمل, وداعاً!
الأغبياء الذين سيضحكون على الأرض يجب أن يبكوا في جهنم. [ يخرج ]
[ يدخل ملاك الخير و ملاك الشر من أبواب مختلفة. ]
ملاك الخير: أوه فاوستس: لو أنك أصغيت إلي,
للحقت بك متع لا حصر لها؛
لكنك تحب الدنيا.
ملاك الشر: أصغيت إلي,
و الآن يجب أن تذوق آلام جهنم الأبدية.
ملاك الخير: أوه, كل أموالك, مسراتك, خيلائك ماذا تنفعك الآن؟
ملاك الشر: لا شيء لكن تؤذيك أكثر,
لتحظى بجهنم, يجب أن يكون لديك هكذا مخزن على الأرض.
[ تعزف الموسيقى بينما يسقط العرش. ]
ملاك الخير: أوه, أنت أضعت السعادة السماوية,
المسرات بكماء, نعيم لا منتهي.
شعرت بحلاوة الربوبية,
جهنم أو الشيطان لم يكن لهما سلطة عليك.
مضيت بهذه الطريق, فاوستس, تمسكت
بنصرك المتألق احتليت مقعداً
على العرش القائم هناك, مثل هؤلاء القديسين المضيئين ألقاً,
و انتصروا على جهنم, النصر الذي ضيعته.
و الآن, أيتها الروح البائسة, يجب على ملاكك الطيب أن يتركك؛
بوابات جهنم ُفتحت لتستقبلك. [ يخرج ]
[ تُكشف جهنم ]

ملاك الشر: الآن, فاوستس, دع عينيك تحدق برعب
في منزل التعذيب الأبدي الفسيح هذا.
الحانقين هنا, تقلب أرواحهم الملعونة من جنب إلى جنب
على أدوات ملتهبة؛ تُغلى أجسادهم بالرصاص:
هناك ضيوف أحياء يُشوون على الجمر,
حيث لا تموت: كرسي أبدي الاشتعال
هو للأرواح أبدية التعذيب ليريحهم فيه:
يُقدمون كوقود لنار جهنم
كانوا شرهين و يحبون فقط الملذات
و يضحكون لرؤية الفقراء الجياع على بواباتهم.
لكن حتى كل هذا لا شيء؛ مقارنة لما ستراه
عذاب مرعب أكثر بعشرة أضعاف.
فاوستس: أوه, رأيت ما يكفي ليعذبني.
ملاك الشر: كلا, يجب أن تشعر بهم, تتذوق لوعة الجميع:
ذلك الذي يحب الملذات لأجل الملذات يجب أن يسقط:
و هكذا أتركك, فاوستس, إلى وقت آخر؛
ثم انك ستقع في الفوضى. [ يخرج. ]
[ تدق الساعة الحادية عشر ]
فاوستس: آه, فاوستس,
الآن لديك ساعة واحدة فقط لتعيش,
ثم يجب أن تُلعن للأبد.
لا تزال واقفاً, أنتِ يا كواكب السماء السيارة أبدية الحركة,
ربما يتوقف الزمن, و منتصف الليل لا يأتي أبداً؛
يا عيون الخوارق الجميلة, استيقظي, استيقظي ثانية, و اخلقي
يوماً أبدياً؛ أو دعي هذه الساعة تكون فقط
سنة, شهراً, أسبوعاً, يوماً فقط,
ربما يتوب فاوستس و ينقذ روحه.
"ابق أيها النهار و لا تركض هكذا!"
لا تزال النجوم تتحرك,الوقت يجري, الساعة سوف تدق,
سوف يأتي الشيطان, و فاوستس يجب أن يُلعن.
أوه, سوف أقفز عالياً إلى ربي! من يدفعني إلى الأسفل؟
انظر, انظر كيف يسيل دم المسيح في السماء!
قطرة واحدة يمكن أن تنقذ روحي, نصف قطرة. آه, يا مخلّصي!-
لا تمزق قلبي لأني أذكر اسم مخلّصي؛
حتى أتمكن من أن أدعوه. أوه, اصفح عني, لوسيفير!-
أين هو الآن؟ لقد ذهب: انظر إلى حيث الله
يمد يده و يقوِّس حاجبيه الغاضبين.
أيتها الجبال و التلال, هيا, تعالي, و اسقطي فوقي,
و خبئيني من غضب الله العظيم!
كلا, كلا:
إذاً سوف أغطس بسرعة في الأرض.
الأرض, فغرت فاها! أوه, كلا, سوف لن تلجئني.
أنت أيها النجوم التي تتحكم بيوم مولدي,
التي بسيطرتها قسمت الموت و الجحيم,
الآن فاوستس انتصب مثل غيمة ضبابية
في أحشاء أبعد طبقات الغيم,
بحيث, عندما تتقيأ في الهواء,
أطرافي ممكن أن تخرج من فمك الداخن,
حيث يمكن لروحي أن تصعد إلى السماء. [ تدق الساعة]
آه, مضت نصف الساعة: كل شيء سيمر حالاً.
أوه يا الله,
إن كنت لن ترحم روحي,
حتى لأجل المسيح, الذي فداني بدمه,
اضمن لي نهاية لعذابي المتواصل؛
دع فاوستس يعيش في الجحيم ألف سنة,
مئة ألف سنة, و نجه في النهاية.
أوه, ليس هناك نهاية محدودة للأرواح الملعونة.
لماذا لم تكن مخلوق بلا روح؟
أو لماذا هذا الخلود الذي حصلت عليه؟
آه, يا روح فيثاغورس, كان ذلك حقيقة,
هذه الروح سوف تخرج مني و أنا سأتحول
إلى حيوان أحمق: كل الحيوانات سعيدة,
لأنهم عندما يموتون
أرواحهم على الفور تتحول على عناصر؛
لكن روحي يجب أن تبقى حية لتبلى في جهنم.
ملعونان الوالدان اللذان أنجباني!
كلا, فاوستس, العن نفسك, العن لوسيفير
الذي حرمك من متع الفردوس. [ تدق الساعة الثانية عشر ]
أوه, إنها تدق, إنها تدق! الآن, يا جسدي, تحول إلى هواء,
أو يحملك لوسيفير بسرعة إلى جهنم! [ رعد و برق ]
أوه يا روحي, تحولي إلى قطرات ماء صغيرة,
و اسقطي في المحيط, فلا يجدك أحداً أبداً.
[ تدخل شياطين ]
يا إلهي, يا إلهي! لا تنظر إلي بغضب شديد!
أيتها الأفاعي و الثعابين, دعيني أتنفس قليلاً!
أيتها الجحيم القبيحة, لا تفتحي فاك! لا تأتي, لوسيفير؛
سوف أحرق كتبي!- آه, ميفوستوفيليس! [ يخرج معه ] [ يخرج لوسيفير و بعل زبول ]

المشهد العشرين
[ يدخل الطلاب ]

الطالب الأول: هيا, أيها السادة, دعونا نذهب لنزور فاوستس,
لأنه لم يمر ليلة مرعبة مثل هذه الليلة
منذ بداية خلق الكون؛
لم يُسمع مثل تلك الصيحات و الصرخات المخيفة.
أدعو السماء أن يكون الدكتور قد نجا من الخطر.
الطالب الثاني: أوه, نجِنا, أيتها السماء! انظروا, هذه أطراف فاوستس,
مُزق إرباً بيد الموت.
الطالب الثالث: الشياطين التي خدمها فاوستس مزقته هكذا؛
لأنه, بين الساعة الثانية عشر و الواحدة, أعتقد
سمعته يصيح و ينادي عالياً طالباً النجدة,
في نفس الوقت كان كل البيت يبدو أنه يحترق
مع رعب مخيف من هذه العفاريت الملعونة.
الطالب الثاني: حسناً, أيها السادة, رغم أن فاوستس انتهى هكذا
كقلب كل مسيحي ينوح عندما يفكر به,
أيضاً, لأنه كان طالب علم, يُعجب به
لأجل المعرفة الرائعة في مدارسنا الألمانية,
سوف نمنح أطرافه المشوهة تشييع لائق؛
و كل التلاميذ, يرتدون سواد الحزن,
سوف ننتظر و نرافق جنازته الحزينة. [ يخرج ]
[ الخاتمة ]
تدخل الجوقة

الجوقة: مقصوص هو الفرع الذي ينمو مستقيماً,
و محروق إكليل أبولو من غصن الغار
ذلك الذي ينمو أحياناً في داخل هذا الإنسان العاِلم.
أصبح فاوستس: عبرة بسقوطه الجهنمي,
حظه الشيطاني يمكن أن يحذّر العاقل
فقط ليتمعن في الأشياء التي خارج القانون,
التي بعمقها تغري أصحاب العقول للتطاول
لتمارس أكثر ما تسمح به القدرة السماوية. [ تخرج ]