الصيام جنة

موضوع: الصيام جنة السبت يونيو 21, 2014 4:55 pm

الصيام جنة

روى الإمام البخاري في صحيحه في باب فضل الصوم ( 4/134 مع الفتح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم - مرتين -، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها " وفي لفظ لأحمد :" جنة وحصن حصين من النار".

قال ابن حجر في الفتح ( 4/134): ( الجنة الوقاية والستر، وقد تبين بهذه الروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار، وبهذا جزم ابن عبد البر. وأما صاحب النهاية فقال : معنى كونه جنة أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات. وقال القرطبي : جنة أي سترة، يعني بحسب مشروعيته، فينبغي للصائم أن يصونه مما يفسده وينقص ثوابه ) ثم عقب قائلا Sad

ويصح أنه يراد أنه سترة بحسب فائدته، وهو إضعاف شهوات النفس، وإليه الإشارة بقوله :" يدع شهوته .....")

ثم جمع ذلك بقوله Sad

فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة ).

قوله :" فلا يرفث " قال ابن حجر (4/134) : ( ويرفث بالضم والكسر ويجوز في ماضيه التثليث والمراد بالرفث هنا وهو بفتح الراء والفاء ثم المثلثة الكلام الفاحش، وهو يطلق على هذا وعلى الجماع وعلى مقدماته وعلى ذكره مع النساء أو مطلقا، ويحتمل أن يكون لما هو أعم منهما).

قوله " فلا يجهل " قال ابن حجر ( 4/ 135) Sad

أي لا يفعل شيئا من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك ).

قوله :" وإن امرؤ قاتله أو شاتمه" قال ابن حجر (4/135) Sad

وإنما المعنى إذا جاءه متعرضا لمقاتلته أو مشاتمته بأن يبدأه بقتل أو شتم ....) ثم قال Sad

فالمراد من الحديث أنه لا يعامله بمثل عمله، بل يقتصر على قوله " إني صائم ")

قال Sad

واختلف في المراد بقوله " فليقل إني صائم " هل يخاطب بها الذي يكلمه بذلك أو يقولها في نفسه ؟ وبالثاني جزم المتولي ونقله الرافعي عن الأئمة، ورجح النووي الأول في الأذكار، وقال في شرح المهذب : كل منهما حسن ).

قوله " لخلوف " قال ابن حجر (4/145) Sad

بضم المعجمة واللام وسكون الواو بعدها فاء).

قال ابن رجب في لطائف المعارف ( ص 300) Sad

خلوف الفم : رائحة ما يتصاعد منه من الأبخرة؛ لخلو المعدة من الطعام بالصيام، وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، لكنها طيبة عند الله ، حيث كانت ناشئة عن طاعته وابتغاء مرضاته).

قوله " أطيب عند الله من ريح المسك " قد ذكر فيها ابن حجر في الفتح ستة أوجه :

الأول : أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم.

الثاني : أن ذلك في حق الملائكة، وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكر مما تستطيبون ريح المسك.

الثالث : أن حكم الخلوف والمسك عند الله على ضد ما هو عندكم،قال ابن حجر : وهو قريب من الأول .

الرابع : أن الله يجزيه في الآخرة، فتكون نكهته أطيب من ريح المسك.

الخامس : أن الخلوف أكثر ثوابا من المسك المندوب إليه في الجمع والمجالس.

السادس : حمل معنى الطيب على القبول والرضا .

قوله " يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي " قال ابن حجر (4/136) Sad

ولم يصرح بنسبته إلى الله للعلم به وعدم الإشكال فيه ).

قوله " الصيام لي وأنا أجزي به " قال ابن حجر (4/136) نقلا عن أبي عبيد Sad

فنرى والله أعلم أنه إنما خص الصيام؛ لأنه ليس يظهر من ابن آدم بفعله، وإنما هو شيء في القلب، ويؤيد هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم " ليس في الصيام رياء "..) وذكر ابن حجر عشر أجوبة عن هذه الفقرة فلتراجع هناك في الفتح (4/ 136-137).

قال ابن رجب في لطائف المعارف ( ص288) على قوله في الحديث " فإنه لي " Sad

لما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهواته، قدم رضا مولاه على هواه؛ فصارت لذته في ترك شهوته لله، لإيمانه باطلاع الله عليه).ا.هـ

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

» مفطرات الصيام المعاصرة